البيعة:

لا نعرف من البيعة الا اسمها وعلاقتها بالخليفة ونجد الكثير من الكلام حول هذا الموضوع ولا نفهم من كل هذ الكلام سوى اهل الحل والعقد وإذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما دون ان نفهم أولا كيف ولد هذا الخليفة المؤمر فوق رأسي والآخر حتى نقتله، وهو حال الشعب الجزائري كل الشعب بسبب الحصار المشدد المفروض على الإسلام، ومالا يتكلمون عليه في المساجد أو المدارس، وحتى في فتاوينا على الهواء أو مما يعتبرون مشايخنا وعلمائنا ووزارة شؤون ديننا، وما نعرفه هو ان الرئيس "ما يعادله الخليفة" ينتخب من طرف كل الشعب بصناديق الاقتراع بختيار الأنسب حسب منظور كل مواطن.

 

باختصار يجب ان تعلم ان:

 

الخليفة هو مثل رئيس الجمهورية في هذا العصر ونطلق عليه اسم الخليفة لأنه يشترط فيه ان يكون مسلم يؤمن بالله ويطبق شريعته عكس مفهوم الرئيس يكون ما يكون حتى ان كان من حزب الشيطان الشعب هو من ينتخب ويختار وهي الديموقراطية ويقابلها الشورة في الإسلام وتعمل دور المخابرات التي تعطي الترخيص لمن سيشارك وتحرص على ان يكون مسلم حتى لا يكون اختراق، وينتخب الشعب الاصلح وبهذا يصبح رئيس المسلمين، أما المنتخبين فلن يضرهم ان يبدي رأيه كافر لأن في الأخير من يفوز مسلم وسيطبق شرع الله، وليس هناك اسم في الإسلام رئيس جمهورية او إمبراطور او مملكة او حتى امير، المُلك كله لي الله.

 

 حين دخل أبو مسلم الخولاني -من كبار التابعين-على مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان فقال: "السلام عليك أيها الأجير، فقالوا: قل: السلام عليك أيها الأمير، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقالوا: قل أيها الأمير، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقال مُعَاوِيَةَ: دعوا أبا مسلم فإنه أعلم بما يقول، فقال: إنما أنت أجير استأجرك رب هذه الغنم لرعايتها، فإن أنت هنأت جرباها "أي عالجت جربها"، وداويت مرضاها، وحبست أولاها عن أخراها، وَفَاك سيدك أجرك، وإن أنت لم تهنأ جرباها ولم تداو مرضاها، ولم تحبس أولاها على أخراها، عاقبك سيدها.

 

هذا يبين أن ليس كل ما يقال او تسمع تتبعه وكأنه قرآن، وحسب هذه الحادثة يبين كيف كان عصر أبو مسلم الخولاني، بمفاهيم شبيهة بالاستبداد لو لم يكن مُعَاوِيَةَ حكيم ومؤمن لصدق انه امير فعلا ونسيا انه اجير.

 

عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).

 

فنجد الآن مفاهيم ينسبونها للإسلام يرددونها ويكثرون ويستدلون بي أحاديث وصور ويشرحونها كما يشاؤون، ويجعلون شرحات الأولين قرآن، وتأكد الآن ان الأصل لا يتغير وهو ما يدخل الجنة أو النار وهذا معروف عند كل الناس لا نحتاج لعالم وفلسفة الا اذا كان جديد عهده في الإسلام، ماعدا ذلك كل ما يجعل في نفسك اشمئزاز ونفور ويشعرك بي الظلم والاستبداد والدكتاتورية فعلم انه خلاف ما يريد الله وان استدلوا بي قال الله وقال الرسول بكل اختصار، أما الشرح يختلف من تعلم وعلم كل زمان، والقرآن انزل ليوم الدين من عصر رسول الله عصر السيوف الى عصر الذرة الى عصر التكنلوجيا الى عصر المستقبل.

 

فالخلافة لم تنزل من عند الله بقوانين ان لم نتبعها ندخل جهنم الشرط الوحيد ان يكون مؤمن بالله وبالتلى وهذا أكيد يطبق شرع الله وأحكامه.

 

أم مفهوم الخلافة بالوراثة وتفريق المسلمين الى مسلم درجة أولى وثانية وحتى ثالثة أي تختلف المكانة ويجب أن يكون الخليفة من نسب الرسول والعرق دساس نعم عرق أبو لهب عم الرسول، ولم يُسلم من أعمامه إلا حمزة والعباس رضي الله عنهما، والرسول يتيم حكمة الله.

 

ونسمع عن الامامة وعلى عليه السلام، كل هذا تخريف، لا أعلم لماذا دائما هناك من يريد ان يعيدنا للخلف، اين محلي من الاعراب من كل هذا، لا محل لك سوى الاتباع وان ضرب ضهرك! هذا هو مفهومهم. 

 

"إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".