الدولة الاسلامية:

 

القليل من التفصيل:

ما معنى الخلافة:

الخلافة هو اسم ظهر بعد وفات رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين ومعناه من يخلف رسول الله بعد وفاته " في وظائفه ومسؤولياته" أين أخذ اسم أول من تقلد مسؤولية المسلمين بعد موت رسول الله: خليفة رسول الله، ثم أصبح يسمى خليفة المسلمين ثم خليفة الدولة الإسلامية.

 

ليس هناك أي نص في تعيين من يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول لم يشترط أو يفرض على المؤمنين طريقة أو تقليد، ولا نجد لا في القرآن ولا في السنة إلا النصوص التنظيمية مثل "وأمرهم شورى بينهم"، وترك أمر اختيار الخليفة للمسلمين بختيار الذي يرونه مناسبا وبالآليات المناسبة، وهذا يبعدنا عن الاستبداد والدكتاتورية ولا يشعرنا تفضيل نسب أو عرق عن غيره، ويبعدنا عن انقسام المسلمين.

 

 "كل واحد يختار أباه إذا هي الفوضة، خلاف ما يريده البعض".

 

دوره:

 مثل دور رئيس البلاد يسهر على تسيير شؤون البلاد، ومنه غاية الخلافة هي تسيير شؤون البلاد مع مراعات تطبيق أحكام الإسلام وتنفيذها.

 

شروط الخليفة:

مثل أي رئيس بلاد يشترط فيه جنسية بلاده "شرط أساسي"، وأن يكون صالح بمستواه التعليمي ودكتوراه ومعروف برنامجه بين الناس ...

يشترط من المرشح للخلافة أن يكون مسلم، وبالتالي يطبق شرع الله "شرط أساسي ولا خلافة دونه"، وصالح لتولي هذا المنصب بمستواه التعليمي وفقهه أو دكتوراه ومعروف بعدله بين الناس، بصرف النظر عن نسبه وجنسه ولونه.

 

نسبه وجنسه ولونه:

هنا يبدأ النفاق والكذب على الله واخفاء الحقائق حول ماهية الخلافة وتجهيل المسلمين وتعقيد الأمور لهم من كل الأطراف، حتى أصبح مَن يعتبرون علماء الدين يشرعون أفعال الخليفة من ظلم واستبداد ودكتاتورية ويعتبرون هذا من حق وصلاحيات الخليفة!

 

فالشيعة يقولون ان خلافة رسول الله هي حسب "ما حدده الرسول " وأنه قد أعلن مرارا وتكرارا بأن علي بن أبي طالب هو أول من يخلفه بعد موته، ثم تنتقل الخلافة إلى الحسن بن علي، وبعد موت الحسن تنتقل إلى الحسين بن علي وهكذا حتى يكتمل عددهم اثنا عشرة كلهم من ذرية النبي ومن صلب علي، يتولى كل واحد منهم الإمامة بعهد ممن سبقه أي بالوصاية، واعتبروا ذلك ترتيبا إلهيا ولذلك يُسموّن الشيعة الاثنا عشرية ويطلقون على الخليفة اسم الإمام، وأن الرسول أمره الله تعالى بأن ينصب علي بن أبي طالب رسميا خليفة من بعده، وان الله تعالى هو من اختار علي إمام ليكون أول من يخلف النبي بعد موته، وقالوا بوجوب اتباع علي بن أبي طالب لوجود النص عليه من النبي محمد، فيما قام غيرهم بالشورى فيما بينهم التي حدَّدت أبو بكر خليفة.

 

فعلماء الشيعة يقولون ان خلافة رسول الله هي امتداد للنبوة، وعندما يقنعوك بذلك، يحاولون بعدها ان يقنعوك انه خليفة الله في الأرض عليك طاعته المطلقة ثم لا يتوقفون عند ذلك سيحاولون إقناعك أنه معصوم في التبليغ عصمة الأنبياء عن السهو والذنب والخطأ، أي أن كلامه وأقواله وأفعاله انما هي مثل أحاديث وأفعال رسول الله، "وهذا يذكرنا بفرعون أنا ربكم الأعلى".

 

ولكي تتوفر في هذا الشخص هذه الشروط يجب أن يكون من آل البيت " أي من أهل بيت محمد فقط" ليحمل وراثة وكروموزوم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يذكرنا بالمملكات والامبراطوريات".

 

لذلك فالشيعة يشترطون أن يكون من ذرية النبي ومن صلب علي، ويعتبرون الخلافة من حق أهل بيت مُحمَّد فقط، ويتهمون الآخرين بالكفر بأمر الله.

 

والقريشيين يقولون ان خلافة رسول الله لا تكون إلا من سُلالة القريشيين، وهذا يذكرنا بالحديث الذي دار بين الله وإبليس، "أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ" سورة الأعراف.

 

فنجد القريشيون اشترط النسب القُرشِي في الخليفة، ويتهمون الآخرين بالكفر وقتلهم لتوحيد المسلمين، وعند سماع القبائل العربية هذا الامر اتهموهم بالنعرة الجاهلية واشترط النسب العربي.

 

ويخرج من لا يشترط نسبه وجنسه ولونه المهم أن يكون مسلم يطبق شرع الله، فيتهمونهم بالخوارج.

 

مع أنهم لا يراعون الان الأسباب التاريخية والظروف لظهور بما يسمون خوارج، لكن في كل مرة نطالب بالحكم نعتبر خوارج لأننا لا نشترط نسبه وجنسه ولونه المهم من نرى فيه الكفاءة، هم من السلالة الراقية والحاكمة المثقفة العالمة، من أنت حتى تحكم ... جرزان "هل تعلم أن الجرزان لا تخرج إلا للأكل والبحث عن رفيقة للزواج، وتهاجم القرى والمدن أيام القحط والجفاف بسبب الجوع" لا تظن أن التسميات اعتباطية، ونفس الشيء في مصر او غيره من هو الرئيس الشرعي الدكتور مرسي جاء من بين الشعب من أنتم ... خوارج إضرب في المليان.

 

منهم من يرى أن الخلافة بالشورى أي بالاختيار من قبل أهل الحل والعقد بعد التشاور فيما بينهم، ويتكونون من علماء القوم والوجهاء ورؤساء القبائل وأصحاب القرار والفقهاء ولا دخل لعامة الناس في اختيار الخليفة.

 

ومنهم من يرى الشورى أي الاختيار يكون ببيعة الناس أي موافقة الناس ومنهم من لا يشترط ان تكون البيعة من كل الناس.

 

ومنهم من يشترط موافقة أهل الحل والعقد عليه قبل بيعة الناس له.

 

أهل السنة يقرون بالخلافة الراشدية لأبو بكر الصدّيق وعُمر بن الخطَّاب وعُثمان بن عفَّان وعليّ بن أبي طالب، أما الشيعة يُخَوِّنُون أبو بكر الصدّيق وعُمر بن الخطَّاب وعُثمان بن عفَّان.

 

لم يكفنا المنافقين الدكتاتوريين الحاكمين الآن والصراع من أجل ازاحتهم بأقل الخسائر في الأرواح والممتلكات، ليظهر لنا تحدي جديد الدكتاتورية الدينية وتحاول الانقضاض على الحكم، وكأنه محكوم علينا الاختيار فقط بين دكتاتورية أخذ الارواح أو دكتاتورية أخذ الدين.

 

أريد ان ابين ان استنتاج الحق سهل للغاية، ولا يتطلب تدخل الفقهاء والعلماء ورجال الدين، أو يتطلب أن تكون من خرجي الازهر ليتبين لك الحق من الباطل "الفتنة"، هناك أمور على المسلم أن يتفقه فيها كفانا من الاتباع الاعمى حتى في أبسط الأمور تنتظر ماذا سيقول المفتي، تفقه استعمل عقلك لا تكن حمار يقودونك بفتاويهم كما يريدون وما ادراك لعلهم يخادعوك وكيف ستعرف ذلك، ولاكن هناك من أصحاب الجاه والمال والمناصب وأيضا من العلماء من يريد ابعاد الشعوب بتخويفه أن الامر يخص العلماء واي خوض في هذه المسائل بجهل قد يتسبب في دخولك جهنم، بل هناك من يعتبر عقول عامة الشعب لا ترقى لتخاذ قرار بحجم مصير الدولة، ثم يخلُ لهم المجال ليقتل ويبعد أو يطارد ويسجن العلماء المخالفين لهم، متناسين أن شعوب اليوم من خريجي المدارس والجامعات فلا يمكن إخافته بجهنم بمجرد أن عالم دين أفتى، لا يمكن اليوم إلغاء عقول الملايين بمجرد فتوى، وأكثرها واضحة تضحك عليها عقول الشعوب لأنها تُكرّس بقاء الحال، وإن تم تغييب عالم يخاف الله ليبين الحقيقة الشافية لصدور المؤمنين ،  فنحن لسنا أميين للبحث بأنفسنا عن الحقيقة "فأسلم لكم ترك هؤلاء العلماء"، نحن نتكلم عن شيء سهل وواضح، وعلى الامة الإسلامية أن تكون لها شخصية والاجتهاد باستخدام تعلمها ولو كان بسيط لتبيان ما المراد من خلف الفتوى وأن لا تكون كالخرفان تتبع الراعي لأنه راعيها وان آخذها للمذبح والمصيبة نجد من يشجع هذا وهم دكاترة وعلماء دين فلا يمكنك خداع الشعب كل الوقت، إذا كان العلماء اتفقوا على نفس الفتوى فيجب الاتباع ولن تجد في نفسك ضيق لأنه الحل الذي يجب عليك أن تفعله، ولاكن إن اختلفوا في نفس الفتوى ونجد من يقول حلال أو افعل والأخر حرام أو لا تفعل هنا ينتقل للمواطن البحث والاجتهاد إن لم تفعل ستصبح آثم بإجماع العلماء ومصيرك مذكور في القرآن في جهنم أنت ومن أفتى لك.

 

فالإسلام لم ينقسم إلى فرق ومذاهب إلَّا بعد وفاة محمد رسول الإسلام بسبب شروط الخليفة فأدى بالبعض للغُلُوّ أي التشدد والبعض التفريط أي الإهمال وآخرون فيما بينهم.

 

فأصبح كل فصيل يطلق على الفصيل المخالف له تسميات ينعتونهم بها ويستدلون بأحاديث رسول الله والتاريخ سواء أكانت في موضعها أو تخريف، فظهرت التسميات: الشيعة والروافض والمعتزلة والخوارج ... ولكل تسمية قصتها وتاريخها وأحداثها، ومع احتدام الصراع أصبح عند نعتهم، يقول الروافض هو رفض الظلم والجاهلية والمعتزلة يقول نعتزل أهل الكفر ويقول الخوارج لمن ينعتهم بهذا الاسم نعم هو خروج من حُكام الجور والظلال.

 

المهم أن هذا الصراع بقيا الى يومنا هذا فالكل يكفر الكل من أجل من يخلف رسول الله بعد وفاته ووصل الحال الى قطع رؤوس بعضهم البعض بحجة توحيد صفوف المسلمين ومع الوقت أصبح لكل فصيل عقائد وأفكار.

 

ازدهار الدولة الإسلامية بعد موت الرسول:

عند مبايعة أبو بكر الصدّيق أول خليفة للمسلمين وإن لم تكن الشورة العامة والمبايعة من جميع المسلمين لن يتسبب هذا في انقسام المسلمين، مهما يَكُنْ فهو معروف ومشهور وكلهم يعلمون أنه من المقربين لرسول الله، وكذلك عند مبايعة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان فهم من الشخصيات الوطنية حسب التسميات الحالية ومن كبار المجاهدين ومن أفضل مطبقي لدين الله وسنة رسوله، وخاصتا عند مشاهدة المسلمين أن المساواة والعدالة الاجتماعية لا تلاعب عندهم في هذه الأمور، فلن ينتفض الشعب المسلم للقول كفنا ظلم وهوان، ولاكن مع أول دماء تسفك ومقتل عثمان بن عفان ... ستبدأ المشاكل ... ومع الوقت وموت المعروفين من جميع المسلمين والمقربين من رسول الله لن تبقى ردة فعل المسلمين نفسها ومن هب ودب يصبح خليفة، وكلما ابتعدنا عن عصر رسول الله سيصبح غير مقبول بالتأكيد اختيار خليفة دون الشورة العامة والمبايعة من جميع المسلمين وكان من المفروض إجاد حلول وطرق لحل هذه المشاكل قبل استفحالها وخاصتا عندما أصبح منصب الخليفة يورث مع الإرث وضياع أهم قانون العدل أساس الملك، فالخليفة اصبح غير معروف عند كل المسلمين كما كان في أول الإسلام.

 

 فيمكن القول قد أمكن للمسلمين بعد وفات الرسول ممن رأوه من تجاوز خلافاتهم وكان بأبسط الاقتراحات مثل حقن الدماء يتجاوزون عن مشاكلهم وخاصة وهم من أصحاب النبي ومع ذلك وصل الحد لعدم القدرة من التجاوز بسبب أن التنازل كان من جهة واحدة فقط، ولم يكن التنازل مشترك بين كل القبائل والعرب والبلدات والمدن وكل من دخل الإسلام، وكثير منهم وخاصة في المناطق البعيدة لا دور لهم في اختيار الخليفة سوى أنهم يستيقظون على وقع تنصيب خليفة للمسلمين، ولم تكن الشورى العامة الحاكم بينهم ، مما خلق نوع من التكبر والعصبية والعودة لطباع الجاهلية التي حاربها الرسول بكل جدارة، ومع مرور الوقت وابتعادهم عن مشكاة محمد رسول الله، أصبح التجاوز عمن يخلف رسول الله يتعقد أكثر وأكثر وخاصة عند اتخاذ قطع الرؤوس الحل الأخير لتوحيد كلمة المسلمين، فكان الغُلُوّ أي التشدد والتفريط أي اللامبالاة، فأصبح لكل رأي طائفة ولكل نعرة مذهب، حتى سقوط آخر خلافة إسلامية الدولة العثمانية، التي تبنت مذهب أبي حنيفة بسبب فتواه الذي أجاز الخلافة لغير قريش، فاستحسن مذهبه عند حكام الدولة العثمانية واعتبروا المذهب الحنفي المذهب الرسمي لدولتهم ...

 

ومنه يمكن القول بكل قناعة أن التسمية توافق المسمى في القول الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية وغيرهم في مقياس الخلافة ولم تكن يوما الدولة الإسلامية في مقياس الخلافة، كلهم حكموا المسلمين بالقوة والجبر والناس في ضنك شديد منهم، وفشلوا في صناعة الحضارة والتطور وهمهم كيف يحافظون على المُلك، وهذا سيعطيك لمحة لماذا يظهر خليفتين في نفس العصر.

 

لقد واجه رسول الله في حياته هذ النوع من التحديات، والسيرة النبوية مليئة بالمواقف التي تصدى فيها رسول الله للمؤامرات ، التي حاولوا من خلالها إشاعة الفرقة وبث الخلاف بين المسلمين، "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنة"، والغلو في الدين "لن يشاد الدين أحد إلا غلبه"، والتفريط "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ"، لاكن بعد موته ومرور الوقت وابتعادنا عن زمان رسول الله لم يتخذ المسلمين أي مواقف تليق بإخماد دعوى الجاهلية والتشدد أو اللامبالاة، وما استمرار الخلافة حتى مشارف القرن الواحد والعشرين سوى بسبب دفعت رسول الله القوية للإسلام اين حقق الله على يديه هزيمة قادة الكفر والتآمر على بلاد المسلمين.

 

الخلافة هو مطلب المسلمين وشيء إجابي، لكن النزاع في طريقة التطبيق وتعرضها للتشويه، سبب المصائب والفتن التي عانها المسلمين منذ وفات الرسول، وخاصتا عند تحولها إلى إرث حيث اعتبرت العودة للنظام القبلي الذي كان سائدًا في الجاهليَّة مما سمح بظهور عقائد وأفكار فكانت الضربة القاسمة للمسلمين، فظهر الاستيلاء على منصب الخلافة بالقوة.

 

 وهذا هو السبب الوحيد لظهور الطوائف من شيعة وسنة ثم تفتتها الى مذاهب.

 

نجد أغلب الشيعة تنقسم الى:

المذهب الجعفري نسبة إلى جعفر الصادق.

المذهب الإسماعيلي نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق.

المذهب الزيدي نسبة إلى زيد بن علي.

والمذاهب الشيعة الأخرة:

 العلويين وتقوم على الاعتقاد بأن الخلافة يجب أن تنحصر في علي رضي الله عنه وذريته بالنص مثل المذاهب الشيعية الاخرى، وتختلف عنهم في مَن مِن ذريته يحق له الخلافة (الإمامة) بعد موت علي، ومؤسس الطائفة هو أبو شعيب محمد بن نصير النميري التميمي البصري.

والإباضيين نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي.

 وغيرهم من المذاهب والطوائف الشيعية وما أكثرها.

 

ظهر في تاريخ السنة عدة مذاهب فقهية كلهم انقرض ولم يبق منها إلا أربعة:

 المذهب الحنفي نسبة إلى أبو حنيفة النعمان.

المذهب الحنبلي نسبة إلى أحمد بن حنبل.

المذهب المالكي نسبة إلى مالك بن انس.

المذهب الشافعي نسبة إلى محمد بن إدريس الشافعي.

أما المذاهب المنقرضة فهي كثيرة منها:

مذهب سفيان الثوري، داوود بن علي الظاهري، عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، الليث بن سعد وغيرهم ممن سمعنا عنهم أو لم نسمع.

 

الاختلاف بينهم ليس في الأصل لا في أركان الإسلام ولا في الإيمان بالله ووحدانيته ولا في تطبيق حدوده ولا في عدد ركعات الصلوات ولا لِكُل طائفة قرآن، الاختلاف في "الخليفة وكيفية ولادته" والغلو أو التقصير في المسائل الفقهية، لم تكن كل هذه الطوائف بفقهها موجودة في عصر محمد رسول الله منشئ ومؤسس الدولة الإسلامية حسب شرع الله، بدأ كل هذا الانحراف والعناد والتعصب للرأي على من يخلف رسول الله في قيادة الأمة فكانت أزمة الخلافة والامامة، ثم أزمة غلو الفقه واستخفافه، وتدريجيا أصبحنا أمام الاختلاف بين المذاهب بما يسمى المسائل الفقهية مثل فقه الوضوء والصلاة والصيام وغيره وما أكثرها:

فنجد من يشترط البسملة لأنّها آية من الفاتحة في الصلاة لصحة الصلاة ومن لا يشترط.

ومنهم من يشترط الجهر بالبسملة قبل الفاتحة في الصلاة ومن يشترط السر.

التعوذ سنة في كل ركعة عن ثلاثة من الأئمة خلافا للمالكية فهو مكروه،

فنجد من يرفع يديه لتكبيرة الاحرام لصحة الصلاة ومن لا يرفع.

ونجد من يضم يديه لصدره في الصلاة ومن لا يضم.

ونجد من يفرض زيادة سجدة السهو بعد كل صلاة لصحتها.

ومنهم من يشترط تمرير اليد على الجسم لغسل الجنابة "الدلك" لصحة الغسل أي أنه فرض ومن يكتفي بصب الماء فقط.

 

والله ان بقيت أحصى الاختلافات لخصصت صفحات فالأمر يطول جدا ولو باختصار، فالكتب مليئة بي هذا:

 

الصلاة: أركان الصلاة وواجباتها وشروطها - تطويل القراءة وعدمه - التسبيح في الركوع والسجود - هيئة الجلوس في الصلاة...

 مناسك الحج: شرط ركن واجب....

 الوضوء: سنة فرض ....

 

صحيح كما لا يمكن أن يكون لكل الأطباء نفس التشخيص ووصفة الدواء، كما لا يكون لكل الفقهاء نفس الفتاوي والتفسير، لكل شخص فهمه واجتهاده، فقط يجب ان لا تنسى القرآن نظري والرسول تطبيقي، فأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي تفسير القرآن وتسمى السُنة، ولذلك لا يمكن فصل القرآن عن السنة، فالصلاة لم يذكر أفعالها وعدد ركعاتها في القرآن بل تعلموا تلك الحركات من الرسول "والصلاة فرضت في حادثت الاسراء والمعراج وتعلمها الرسول من جبريل "،وعلمها لقومه وهم علموها لمن جاء بعدهم حتى وصلت عندنا، فلا نستغرب محاولات تشويه الصلاة أو الدين بصفة عامة كلما ابتعدنا من المنبع ان استطاعوا له سبيلا، فأعداء الرسول كثر وهو حي فما بالك بأعداء الدين وهو ميت، فتنبه الصحابة لموت حفظت القرآن ومن يحتفظ به مكتوب بسبب الحروب، فالقرآن كان محفوظ في صدور الصحابة وكان يكتب في صحف كثيرة في أول الإسلام في عهد النبي، فخشي من ضياع القرآن فقرر أول خليفة رسول الله جمعه من كاتبه وحافظه في مصحف وكتاب واحد، ثم جاء دور السنة بعد ذلك ووصلت لنا بالطريقة التي هي عليه الآن، وبما أن الفتنة أدت إلى ظهور الانقسامات والفرق السياسية، بالتأكيد سيكون من سيحاول وضع أحاديث مزورة أو محرفة حتى تثبت بعض الفرق أنها على حق أو محاولة تحريف الدين، مهما تكن الأسباب المهم من الغباء عدم الاحتراز فكان الاسناد وغيره من القوانين التي وضعها علماء جمع الحديث لصحته ولقد اكتشفوا ولن تصدق الكثير الكثير من الأحاديث نسبت لرسول الله تم رفضها بالدليل وخاصتا ان القاعدة المتبعة لصحة الحديث لم تكن معروفة من طرف الكفار والاهم المنافقين حسب ما تقوله بعض الكُتب، أما الان فيمكن بالاجتهاد بحذف الأحاديث التي لا تظهر في جميع الكتب المتفق عليها أنها صحيحة وبهذا لن يبقى عدا الأحاديث التي اتفق عليها كل علماء جمع الحديث.

 

أنا أريد الوصول لإعطاء شعور هؤلاء القوم وإيصال المشهد العام من الأعلى، لان لو حدث شجار في مقهى أو سوق وطلبت منك سبب الشجار لن تسرد القصة بالتفصيل بل ستقول سبب الشجار كرسي أو حبة طماطم، مع أن الشجار تسبب قتلى وجرحى ومسجونين، ولن تلتفت كذلك للإشاعات والشهادات وقد تكون مزورة لإعطاء حق لجهة وتدخل الاحباب والاقارب تسبب فقط في تضخيم الشجار، فتفاهة سبب الشجار يلخص كل شيء، أنت تعطي فقط المشهد العام من الأعلى والشعور الذي أغضبهم.

  

 

 الأن أريد إسقاط كل هذا لما نعيشه اليوم وأضيف تآمر الغرب علينا ...                                                                                                                               24/06/2016