شروط وطريق وسبيل كل صراع وعلاماته 2

 

وكأنه محكوم على هذا الشعب أن يكتوي كل واحد لوحده ليقتنع أن المسؤولين والحكام الحاليين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء في الإهمال واللامبالاة وشغلهم الشاغل النهب والسرقة بحكم مركزهم، وكأنه محكوم لكل شخص لوحده أن يفقد أحد أحبائه في المستشفيات بسبب الإهمال ليقتنع أن الجزائر لا تملك مستشفيات، وكأنه محكوم على كل جزائري أن تهضم حقوقه في المحاكم ليقتنع أن لا عدالة في البلاد، وكأنه محكوم على كل جزائري أن يكتشف لوحده يوم يعتدى عليه أن الشرطة و الدرك لم ينفعوه ليقتنع أنه لا أمن في البلاد، وكأنه ينتظر كل واحد أن يطرد أبنائه من المدرسة ليعلم أن لا مدارس في البلاد ،وكأنه كل واحد ينتظر قدره ليطرد من منزله أو أن تنهب أرضه الفلاحية من أحد أفراد العصابة الخونة ليقتنع أن الجزائر رهينة المعريفة والقوة والمافيا وأخ المير وعم الوالي  وإبن الجنرال، وكأن كل واحد ينتظر ليصبح أمام الأمر الواقع ليقتنع أنه لا مفر من التغيير الجذري، والجزائر منذ الاستقلال أمام حالة لا عقاب ولا محاسبة وبهذا أصبحنا في واقع لا مسؤولية، لا يمكن لرئيس جمهورية أن تكون رسائله تشبه رسائل طفل  صغير الذي يريد الهروب والتملص من المسؤولية عن أي شغب يقوم به بإرجاع السبب للآخرين، وبهذا هذه ليست رسائل رجل مسؤول عن بلاد كان الأجدر إدخال المتسببين في الأخطاء وعرقلة مشاريعه وتطلعاته للسجن أو قطع رؤوسهم إن كانوا يستحقون ذلك هكذا تسير الدولة وبهذا يتحمل مسؤولياته وهذا أضعف الإيمان، وليس:

 

 "لكن، ويا للأسف، شاء القدر أن تعثر مسيرة الجزائر المستقلة هذه الطموح الواعدة جراء تدهور رهيب لسوق النفط في الثمانينات ومن جراء أخطاء ارتكبت في توجيه البلاد حتى وإن ارتكبت من طرف مسؤولين ذوي ماض ثوري مشهود لا غبار عليه وذوي نوايا حسنة لا يرقى إليها الشك".

 

 ماذا تريد القول! ماذا تقصد بالثمانينات!! نحن في 2016م إذا كنت لا تدري ذلك!! بعد كل هذه السنوات مازلنا رهينة تدهور رهيب لسوق النفط!! ماذا كنت تفعل تقسم أموال البترول مثل العجوز في بيتها حتى هذه العجوز تعرف كيف تقسم الراتب الشهري الخاص بزوجها وبي كفاءة ولا تحتاج لتكون أحد خريجي جامعة فرانكفورت لتفعل ذلك، يجب أن تكون واضح في رسائلك مدام غير قادر على توجيه كلام مباشر للشعب ومدام كذلك المسؤول ينتهجون نفس منهاجك وغير قادرين على إعطاء تقارير يومية وأسبوعية لكل الإنجازات والإخفاقات والصعاب التي يواجها كل مسؤول لنكون مثل الدول المحترمة وليس مثل عصابة، ... الدولة لا تسير بالتأسف ... مصير بلاد بأكمله أصبح تحت رحمت التأسف!

 

الصراع الديمقراطي له معالمه وله قوانينه وله طريقه، دون إعطاء ضمانات باحترام هذا الصراع ندخل في صراع حرب، لأن ما يقابل الصراع الديمقراطي من الجهة الأخرى هو صراع حرب ولا شيء آخر،

 

لا يمكن أن يكون تغيير في البلاد إلا بتغيير كل من أوصل البلاد لهذه الوضعية ولا يمكن حسب الرغبة المتبعة لهذا النظام من تغييرهم إلا بإطلاق رصاصة عليهم ونقتلهم لكي لا نراهم في الغد، أصبحنا في حالة لا يمكن تغيير عامل البلدية الذي لا يقوم بعمله‘ مثلا لا يقوم  بتمرير ملفك القانوني أو يقوم بإخفاء هذا الملف ليمكن ملف آخر من المرور إلا بقتله ليحل محله شخص آخر مكانه في الغد وإلا كل يوم ستجده هناك ولن يمرر ملفك وإن لم تفعل ذلك عليك أن تنتظر ليصل هذ العامل سن التقاعد ليتم تغييره لعل بعدها يفتح الله عليك إن لم يستخلف بشخص يشبهه، أما الآن نعلم جيدا أن ما يعرفون بالديناصورات الكبار حتى التقاعد لا يسري عليهم لأننا أصبحنا نرى أن الموت الطبيعية فقط هي الكفيلة بتغييرهم لتجعلهم يغادرون مكانهم برداءتهم بلا رجعة أبدية ولذلك أصبح لا نجد لهم حل سوى قتلهم لأنهم لم يتركوا لنا مجال ديمقراطي أو قانوني ليتم التغيير بطريقة آمنة وقانونية وسلمية، يجب أن نقتل الأطباء الرديئين ليتم تغييرهم وإلا كلما تذهب للمستشفى سنجدهم، ويجب قتل القضاة الرديئين ليتم تغييرهم وإلا كلما تكون لك قضية ستجد هذا القاضي في المحكمة في انتظاركم،  ويجب قتل الوزراء وإلا ستنتقل رداءتهم من وزارة لأخرى بسبب أنهم يحركون مثل أحجار الشطرنج وكذلك بنسبة للجيش وشرطة والدرك وغيرهم، أستسمحكم أنا أشخص الأوضاع في الجزائر بكل دقة فقط إنها الحالة التي أوصلنا إليها هذا النظام المتبع منذ الاستقلال بغلق كل المنافذ القانونية المتعارف عليها دوليا للتغيير بل وأضافوا التحصين لأنفسهم وقانون عدم تجريم جرائم التسيير، وبالمقابل لن يعطوننا هم البيض ويسكتوا حتى يتم طهيرهم واحدا واحدا حتى يتبقى فقط الأخيار سيبادلوننا نفس ردة الفعل كذلك، ولذلك الحالمون بتغيير الديمقراطي بالإنتخابات والتشريعيات والرئاسيات هم بعدين جدا عن واقع الأمر لأننا نحن من يعيش مع مسؤولين إحتقار الآخرين أصبح من طبيعتهم وداخل روحهم وجيناتهم، بمعنى أنهم مستعدون أن يسحق شعب بأكمله دون أن يتسبب ذلك ولو في اضطراب في نومه  أو ألم في ضميره!! وبهذا يريدون إدخال الجزائر في صراع حرب ضنا منهم أن القوة والعالم معهم!

 

كشف مركز بيانات منظمة الهجرة العالمية في برلين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، أن أكثر من 3000 شخص لقوا حتفهم أو فقدوا خلال عبور البحر المتوسط خلال الأشهر الستة الأولى من 2016،

حيث عبره 90 ألف شخص خلال النصف الأول من 2016.

 

وفيما لم تكشف الأرقام عدد الجزائريين الذين غادر التراب الوطني إلا أن تقريرا سابقا للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان كشف عن عبور 13272 مهاجر جزائري غير شرعي البحر المتوسط نحو أوروبا من سنة 2009 إلى غاية 2015، أي بمعدل 8 جزائريين يغادرون الجزائر كل ليلة بطريقة غير شرعية وليس هذا هو المشكل بل يغادرون الجزائر بطريقة خطيرة نحو الخارج "وكأنهم يهربون بجزع من وحش كاسر"، مشيرا إلى أن أكثر من 620 مهاجر جزائري تم توثيقهم لايزالون مفقودين حتى الآن.

 

وسنت الجزائر عام 2009 قانونا يجرم الهجرة بطريقة غير شرعية من البلاد نحو الخارج، وأقرت عقوبة 6 أشهر حبسا ضد كل من يغادر بهذه الطريقة، إلا أنّ ذلك لم يردع الحراڤة الهاربين من الوحش الكاسر من بلوغ أوروبا عبر أشباه قوارب، لأنهم يريدون تغيير فوري دون مماطلة بمجرد بلوغه الضفة الأخرى يصبح تحت قوانين وحكام تلك البلد، وبهذا وكأنه يعبر ثقب دودي لينتقل من ذل المجرمين في بلادنا الى الكرامة مباشرة دون المرور من الطريق الطبيعي الحتمي الذي يعتبره طويل جدا من ثورات ونضال وجهاد لبلوغ الكرامة وخاصتا وكتشاف أن حتى بلدان الكرامة لا يردون أن تكون هذه الكرامة عندنا، والمتورطين الأوائل للوضعية التي آلت إليها بلداننا.

 

 

ولذلك على الكل أن يعلم إن كنا نريد صراع ديمقراطي يجب أن يكون هذا الصراع من كل الشعب الجزائري ولا نترك هذا الصراع للأحزاب والمناضلين الحقوقيين وفقط، ليكون هناك صراع ديمقراطي بمعنى صراع بدون سلاح أي بسلمية ناجحا، يجب أن يكون بعصيان مدني واضح بالبقاء في البيوت ولو ليوم واحد لنبين رفضنا لسياسات المتبعة من هذا النظام ليس فقط للداخل بل للعلم أجمع وهذا ويكون الصراع الديمقراطي السلمي بالخروج للشارع بشعارات لرفض العودة للمديونية ونهبها بعد ذلك، والقول للعالم أننا لا نتحمل مسؤولية هذه المديونية ولا نعترف بها، ونستغل كل مناسبة للتنديد بهذا النظام والوقوف مع كل مظلوم كمثل اليوم العالمي لمناهضة الاختفاء القسري الموافق 30 أوت من كل عام وغيرهم، لأنه إن لم نفعل ذلك فبي إمكان 1000 مسلح فقط يخرج من بين الجزائريين بسبب اختياره الصراع المسلح ليجعل عاليها سافلها لأن الظروف الحالية ليست مثل ظروف التسعينيات السلاح أصبح منتشرا وبقوة وحتى مضادات الطائرات فتتحول الجزائر لبحر من الدماء لقدر الله، لأن النظام الحالي لن يتردد في إعادة سناريو التسعينات بخلق جماعات من الجيش لتنفذ مجازر بسم هؤلاء الإرهابيين المسلحين، ولذلك حتى الخروج المسلح لا يمكن أن يكون إلا بإرادة كل الشعب الجزائري وليس مجموعة فقط وليعلم الجميع أن انتفاضة الشعوب على الدكتاتورية والفساد يحدث كل حوالي ثلاثين سنة أي كل جيل، منذ الاستقلال وحتى سنة 1988م مرت 26 سنة ومنذ الإنقلاب على الشرعية الشعبية في 1992م الى يومنا هذا مرت حتى الآن 24 سنة ولم يتبقى سوى سنتين ليبدئ العد التنازلي وهذا يصادف نهاية عهدة الرئيس في 2019م ولذلك لا يجب ربط خروج الرئيس مع الإنتفاضة نهائيا، ثم لا تقل لن يحدث هذا بل قل العلم عند الله متى يحدث هذا لأن ظروف الجزائر مناسبة جدا لحدوث ذلك، وكل العالم يعلم ذلك وليس سرا وحتى جنرالات الجزائر يعلمون ذلك ويستعدون لمواجهة هذا اليوم بالتسلح المسبق دون علم الجنود والشعب المغيب بسم عصرنة الجيش ومجابهة الأخطار المستجدة والإقليمية، أم تظنون أن التسلح بالأسلحة الكبرى كما يسمونها حقا من أجل الدفاع عن الحدود، الحدود لا تحتاج لكل هذه الأسلحة وخاصتا وأن فرنسا وأمريكا وروسيا الحلفاء الاستراتيجيون لهذه الوضعية لن يتوانوا على قنبلة كل من تسوله نفسه مثلما يفعلون في ليبيا الشقيقة وسوريا والعراق ومصر مستقبلا حسب الظروف لأن الحروب مكلفة كثيرا حتى بالقنبلة فقط، ولذلك عند حدوث هذا على الشعب الإسراع في إتخاذ قراره بجانب من يقف حتى لا يتعرض للإبادة، لأن حتى الجيش سينقسم إلى قسمين يمكن القول الجيش الحر وجيش بقاء الحال مثل سورية تماما وكما يتم تهديدنا بتحويل الجزائر لسوريا، ومع أن النظام الحالي يعلم هذا جيدا ولاكن ولا واحد يعمل لرد المياه لمجاريها وطبيعتها برد القرار للشعب لختيار من يرضونه ويقبلونه حاكما لهم للخروج جميعنا لبر الأمان، لأن حتى الأن ولا واحد منا يشعر بالأمان والإستقرار في نفسيته، ولا وحد منا يعطي كل الأمان حتى للجيش الشعبي الوطني بزيه الرسمي،  وخاصتا في القرى والمداشر والأماكن المعزولة تجد سكان تلك المناطق ينامون بكل أريحية مع الذئاب ووحوش الخلاء والناس لا تشعر بالإطمئنان ولو داخل المدن فهي مجزوعة لكل صوت وهفوة، لا يمكن بناء دولة ناجحة بهذه الوضعية يجب على الشعب أن يختار من يثق فيهم ويشعره بالأمان لتستمر الدولة.

2016/08/30