شروط وطريق وسبيل كل صراع وعلاماته

 

بلاد العجائب والمعجزات:

في زمن لا نحب فيه القراءة في زمن أصبح فيديو بعنوان إمرآة عارية تسير في ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة يلفت إنتباه مليوني مشاهد جزائري في ظرف أسبوع، في زمن الكهلة هم المسؤولين والعجزة هم الرأساء في بلاد كله شباب؟ وكأننا في قصص ألف ليلة وليلة ... يحكا أن في بلاد بعيدة جدا يحكا ان شعب هذه البلاد كلهم شباب وأقوياء ومتعلمين كان يحكمهم كهلة وعجزة مخروفين! ... وكان شعب هذه البلاد تحت قبضة عسكر قتلة مجرمون مغتصبون لإرادتهم مع أنهم كلهم شباب أقوياء! وكان هذا الشعب ...،  في برلمان المعريفة والتزوير في زمن شرطة ودرك وجيش مطرودي المدرسة حتى عندما يتكلمون معك لا تكاد تفهم كلامهم، في زمن أين أصبح أولادنا بين أيدي معلمين غير متخصصين في عصر أساتذة هم أصلا لم يفهموا الدرس ونريد أن يُفْهموه للتلاميذ! عندما يصبح المتعلم الجامعي الخلوق لا يسمع لكلامه وليس له وزن حتى في اجتماع تطوع تنظيف الحي، عندما لا نجد سوى الأميين في لجان ممثلي القرى والمداشر وكلامهم هو النافذ رغم أنف الجميع، في زمن عند ذهابك لمقابلة مير البلدية لا تعرف أي باب يوصلك إليه ولا تجد أمامك سوى الباب الذي يأدي لاستخراج وثائق الحالة المدنية وإن زاغ إتجاهك عن هذ الطريق من هنا  أو هناك يقابلك حارس غاضب متقشر الوجه أسود السحنة هو من يتكلم معك بطريقة "وين راك رايّح يَاو"، في زمن البلديات والولايات والوزارات مغلقة بالمتاريس وحواجز الحجارة ومليئة بالآمن وعند إتجاهك إليها لن تجد من يوجهك ومن يقابلك هناك يتعامل معك وكائنك إرهابي ما حضرت إلا للقيام بعملية إرهابية، وكأنك معك قنبلة وتنوي تفجيرها في وجهه المزعوق، ويتحاور معك بذكاء الجهل لمحاولة إخراجك وإعادتك من الطريق الذي جئت منه في أفضل الأحوال ليس يوم إستقبال وإلا كل شيء ليس هنا وكل شيء غير موجود وأنت في المكان الخاطئ فأرجو العودة من أين أتيت، يصبح المرء حائر أين هم خرجي الجامعات والمدارس ومعاهد التكوين؟ نحن في بلاد العجائب وألف ليلة وليلة أم أنها حقا بلد آليس والمعجزات أين أصبح فيها كل شيء مقلوب المتعلم لتنظيف الشوارع وخرجي السجون للحراسة ومطرودي المدرسة للمسؤولية!!!.

 

أين يصبح ذوي الوجوه العبسة هم المدراء وتصبح الوجوه النيرة هم الإرهاب، أين يصبح الكذاب المراوغ المتجاهل للناس هو المؤهل، والصادق العامل المستمع للناس هو الغبي، في بلاد شعب كله شباب وقوة يرى الفساد والنهب ويسكت!! فعلم أنها صوت طبول الحرب من تقرع في شوارع البلاد.

 

مع مرور 54 سنة بعد 1962 البلاد وصلت الى فرقتين واضحتين تماما عبيد وأسياد، بعدما كنا نقول الجيش عنده دولة، الآن أنا أقول ان المجرمون والفاسدون عملوا لنفسهم دولة سموها الجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية! بحماية الجيش الشعبي الوطني بجميع أطيافه والجنود الأن يعلمون هذا جيدا ويشعرون أنهم يلعبون دور الكلب الذي يحرس سيده، كلام مؤلم ولا كن يجب أن نقوله فبدايت العلاج تشخيص المرض بدقة وقول الحقيقة للمريض ولو كان هذا سرطان عفانا الله وسيشكل له صدمة.

 

الوحيدون الذين يشكلون خطر على البلاد ويعبث باستقرارها وأمنها هم الأشخاص الجنرالات المعروفين والمعدودين بأصابع اليد الذين يجتمعون خفية وورث تقرير مصير شعب بأكمله وهو لا يزال حي يرزق ويعتبرون أنفسهم هم من يمسكون بالسماء لكلا تسقط على البلاد.

 

وما حدث للجنرال المتقاعد بن حديد "دخلت بالهاتف وخرجت بالهاتف" يعكس حقيقة ما يحدث لكل الجزائر إنها تسير بالهاتف وسوف تنهار على رؤوس الجزائريين اليوم الذي تصبح خارج تغطيت مضخة البترول!

 

ولا يجب أن نُشْعر هذا الرجل بأننا لا نستهل تصريحاته والمخاطرة بحياته حقيقتا من أجل قول الحقيقة للشعب الجزائري " كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون "، حتى وإن كان تعتبره جزء من هذه العصابة وتعتبره جزء من هذه التصريحات نفسها، يجب أن تكون نظرتنا أعمق وأطول من هذا وإلا ما فائدة تعلمك وجامعتك وشهاداتك إذا لم ترفع من مستوى وعي دماغك، ،هل تضن أن هذا الرجل غبي ولا يعلم جيدا أن تصريحاته قد تتحول لضده، وهذا ما قالوه له أصدقائه، لقد أخذ الجنرال بن حديد قراره الشجاع التاريخي، ليتكلم وسط السكوت المطبق من الكل وبهذا أصبح الساكتون كذابون يريدون أن يتمادوا في إجرامهم وخيانتهم للوطن، وأصبح الجنرال بن حديد الصادق الوفي للوطن المحب له بنظر كل الشعب الجزائري عكس ما حاول بعض زملائه أن يصفوه له، والحقيقة التي نعتبرها الآن أن الجنرال بن حديد إنتقل من شريك في الجريمة الى شاهد عليها، وأصبح لا يمد للمجرمين بأي صلة، وقد قال كلام تتزعزع منه الطواغيت وتخوفهم وهذا ما حدث فعلا وبما أننا لسنا في جزائر الصراع الديمقراطي لم يتزحزح ولا واحد من مكانه وهذا يبين أننا في دولة مختومت الإجرام من رئاستها لقاضيها لشرطتها لجيشها والآن اتضح أنه وصل الختم لشعبها بسكوته على هذه التسريحات الصريحة على تورط الجيش في ذبحه وأصبح مؤكد أن كل ما نسمعه على هذه العصابة الحاكمة حقيقة مؤكدة ولا حاجة لنا حتى لدليل مادي.

 

من السهل الوقوف مع من يملك زمام الأمور والقوة والسلطان وإن كان ظالم طاغية وهذه يعتبر خيانة وإجرام وليس أسرار دولة وحماية البلاد ببقاء الحال ومن الصعب الوقوف مع الحق وخاصتا إذا كان في وضعية لا يحسد فيها وهذا يعتبر قول كلمة حق أمام سلطان جائر.

 

هناك قانون يقول المتستر على الجريمة يعتبر شريك فيها "وسكوت الشعب الجزائري قد يدخله في هذه الدائرة والخانة"، ولا يعتبر هذا بأي شكل من الأشكال من الأسرار العسكرية أو من أسرار الدولة لأنها جريمة معترف بها أنها جريمة "شعبيا ومحليا وأخلاقيا ودينيا وغربيا ودوليا وعلمانيا وإسلاميا ولبراليا وفرنسيا وأمريكيا وروسيا وعالميا وإلاهيا"، ومن يبرر التستر على الجرائم وخاصتا جرائم ما تعتبر دولة لا يمكن وصف هذا بالخيانة فقط هذا الفعل خطير وخطير جدا يفوق كل تصور يأدي بأصحابها يوم شروق الحق لفصل رؤوسهم أين يصبح لا نفع لشهادتهم لأنهم أصبحوا شركاء فيها، وحتى القوانين الوضعية والإلاهية يفرق بين جريمة بدون سلاح أو بسلاح ونوع السلاح ويجب التفريق بين جريمة طفل وجريمة شخص بالغ وجريمة مجموعة وجريمة سياسيين، وجريمة عسكر أؤتمن على البلاد.

 

البعض يقول أن هناك من الحركة "البياعين المنخرطين مع فرنسا ضد تحرر الجزائر وثورة التحرير" من إلتحق بالثورة الجزائرية في المنعطف الأخير عندما لاح الإستقلال في الأفق، وهذا صحيح بما يسمى المرسيون أو المرسيين أي الجماعة التي لما تم الاتفاق بين الجزائر وفرنسا على الإستقلال ورأوا أن الرياح تغيرت وصار الفائز جبهة التحرير فلتحقوا قبل فوات الأوان حتى يحموا مصالحهم وأنفسهم هل تعلمون أين هم هؤلاء المرسيين "هم من قتل حسب تصريحاتهم ربع مليون جزائري بعد الإستقلال؟".

 

عندما تهدد رؤوس كل من تسوله نفسه إنشاء أي متنفس للشعب، عندما يمنع إنشاء أحزاب إلا ممن يرتضونهم وعندما يمنع تأسيس الجمعيات للدفاع على البطالين حتى نعلم النسبة المئوية الحقيقية وليس حسب ما يريد المتسلطين 8% وفقط وكل شباب الجزائر في الشوارع والدومينو والمقاهي تحت نفقت الآباء، ويمنع تأسيس جمعيات المرضى ومرضى الأخطاء الطبية ليعوض هؤلاء وليطرد الجزارين المتسببين، ويمنع تأسيس جمعيات الفلاحين لكيلا تنهب أراضيهم، ويمنع تأسيس جمعيات التلاميذ للدفاع عنهم ليتمكنوا هم كذلك من إتقان اللغة الفرنسية معا أنها قد تجاوزها الزمن، وفرض تعليم الإنجليزية وخاصتا وهي لغة العلوم والتكنولوجيا الآن، ويمنع للجامعيين أن تكون جامعتهم مثل جامعات العالم "كحنا كي ناس" بالمخابر والمنابر والتجارب ليجرب فيها تطوير قنبلة أو سلاح دون خوف المتسلطين ليعود هذا ضدهم! ويمنع هذا ويمنع ذاك حتى الإجتهاد لتربية الدواجن ممنوع!!! والفلاح ممنوع بناء أي بناية بسم أنها أرض فلاحية ثم تنهب وكأنهم تركوك فيها لتحرسها لهم، وعندما تصبح أموال أنساج التي هي دين على ظهري أنا هم من يقررون أين يجب أن تصرف هذه الأموال وإلا لن تراها أبدا، ولا يوفرون لك الأرض والقرض بعقلية إذا ماذا نصنع نحن ومن يعمل عند من؟؟؟

 

عندما يمنع حريت التعبير ولا يبقى لك سوى السب والشتم من هول التضييق، وفرض قوانين وكأنهم يعبرون على صوت الشعب والشرعيين، عندما لا نجد سوى قوانين الخناق والتضييق، فعلم أن هذا الطريق هو طريق ديمقراطية فرعون، إنهم يريدون ديمقراطية بقاء الحال وليس التغيير!!!

والسارق والفاسد وقتلت الشعب لا يمدون بأي حال للجزائر بصلة.

 

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ.

 

كل هذا ما يجعلنا نقول ليس هناك صراع ديمقراطي في الجزائر بل صراع حرب، هذا ما يريده المتسلطين بأفعالهم، والأحزاب الحالية تعتبر من طبيعة هذا النظام الفاسد فقط وعليه أن يثبت العكس وهذه تعتبر فرصته الآخرة.

 

ومن يريد الدخول في انتخابات فرعون، وهو على علم أنه بيننا وبين المتسلطين نهر من الدماء، هذا يعتبر من قوم فرعون، والقرآن خير مبرر ومجادل في هذه المواقف.

 

قال الله تعالى في سورة الزخرف – الآية 54

"فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين".

 

 والأحزاب وأين كان من سيشارك في الانتخابات وهم يعلمون أنها ستكون في هذه الظروف مزورة مسبقا وهي أساس الانحراف لما لا تحمد عقباه، يعتبر حقيقتا غير جدير لتباعهم لأن ديمقراطية فرعون استطاعت الاستخفاف بهم ويعتبرون فاسقين.

 

مازال أسمع أن الجيش هو من أنقض الجزائر وأن الجيش هو العمود الفقري؟ ثم يقولون أن الشعب طلق الساحة السياسية وكيف لا يطلقها وهو يعلم جيدا أن الجيش هو سبب المصائب!!

 

والمعاملة بالمثل هنا هي أعدل قانون تستطيع استخدامه، الآن أصبحنا في وضعية الجنود هم من يجب أن يعاقبوا لا يمكن القول أن الجنود لا دخل لهم إنهم ينفذون فقط الأوامر والقيادة هي من يجب محاسبتها، نقول لهم لا تطيع الأوامر والا ستتلقى ما تستحق.

 

الجزائر هي من تعيش المتسلطين وليس المتسلطين من يعيش الجزائر، ثروات الجزائر تستعمل من أجل تمويل الجيش والدرك والشرطة الذي يستعمل لقهرنا ولقتلنا!!!

 

من الجزائريين ذنبه الوحيد يحب الجزائر أكثر من الاخرين فرفع السلاح لتطهيرها من المجرمين والعملاء وخونة ثورة التحرير.

 

وإذا أراد الشعب تجنب هذه الحرب وكل ويلاتها وخروقاتها المحلية والدولية هذا لا يكون بالسكوت، إن كان المتسلطين بجيشهم من يمسكون السماء لعدم سقوطها على الجزائريين فليرحلوا وليتركوها لتسقط.

 

قال الله تعالى " الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها" سورة الرعد.

 

 في حياتنا اليومية هناك أمور نعيشها سواء جيدة أو محزنة هي من مخلفات أجدادنا، هناك من الاجداد من باع كل ما ورثه، وعاش هو أحسن عيشة، وترك من جاء بعده لا يملك حتى ما يجعله ينطلق في حياته وكان واجب علينا أن نرفض هذا التصرف من أجل ذريتنا ولتوفير الكرامة في المعيشة.

 

يقولون لنا أن الأوضاع متفجرة في ليبيا ومالي ويشكل خطر أمني على الجزائر، والغرب يريد إسقاط الجزائر بالمؤامرة عليها، ومن يقول لو انتفض الشعب ضدهم الجزائر ستصبح سورية، ولا كن هذا لا يعني الالتفاف حول جيش إنقلابي وحكم دكتاتوري ليس فقط فاسد بل أصبح متعفن، هذا ضحك على العقول، وهذا لا يعني للمتسلطين إما البقاء أو سوريا باستعدادهم بالعلاقات الروسية ودعم الدكتاتوريين أينما كانوا في العالم بل هذا سبب أخر إن كنتم لا تعلمون ذلك للإسراع لزحزحتهم.

 

في الذكرى المزدوجة ليوم المجاهد المعروفة بهجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955م ومؤتمر الصومام في 20 أوت 1956م.

 

بعد مرور 60 سنة بعد إنعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956م مازلنا نسمع ... هل المؤتمر كان إنقلاب على ميثاق ومبادئ إندلاع ثورة التحرير سنة 1954م ومازلنا نسمع على أن مؤتمر الصومال وضع الأرضية التي بها نجحت الثورة كأولوية السياسي على العسكري وأولوية الداخل على الخارج، ومازلنا نقول هل الشهداء لو عادوا أحياء سيرضون بهذه الوضعية الحالية التي آلت إليها البلاد؟

  

 بل نحن الأحياء من يجب أن يقرر ونرفض هذه الأوضاع حتى وإن عاد الشهداء كلهم للحياة ورضوا وأيدوا هذه الوضعية، نحن نرفض هذه الأوضاع الخطيرة جدا التي تهدد تضحيات ملايين الشهداء بذهابها سدا الذين ضحوا لاستقلال البلاد من قبل إندلاع الثورة المجيدة الى أن فهم واقتنع الشعب أن الحرية تأخذ ولا تعطى، لم يستشهد هؤلاء لتخرج فرنسا ويخلف مكانها هؤلاء، نحن من يجب أن يقرر من يجب أن نقعد مكان فرنسا، حتى إن اضطررنا الى رفع السلاح من جديد وإعادة 54، ولا داعي للكلام عن التاريخ كثيرا لقد عملوا هؤلاء ما يجب أن يعملوه ونريد الآن أن يظهر أبطال هذه المرحلة ليفعلو ما يجب أن يفعلوه ولا ننتظر رجوع الشهداء ليقرروا مكاننا.

 

2016/08/20