ليبيا هل كنا مخطئين عندما ضننا أن إسقاط الطاغية معمر القذافي سيجعل الشعب الليبي يتحرر "ينتج غذائه ودوائه وسلاحه"، وبعد مرور خمس سنوات من مقتل القذافي ها هو الغرب يعبث بليبيا كما يشاء وهو من يقرر من يحكم من، وكأننا تحت رحمت القاعدة التي تقول "من يطمع في الزيادة يجد النقصان"، ونشاهد أن كل من كانوا ينادون بالحرية والكرامة تبينا أنهم عملاء للغرب وحتى الصحفيين في كل القنوات يتكلمون بطريقة تم تحرير سرت يوم تدميرها من آخر معاقل الدولة الإسلامية وفرحين بذلك، وكأنهم كلهم يسيرون حسب قاعدة "نمشي مع الواقف" بمعنى أقف مع المنتصر أين كان، السؤال من كان يجب أن يحرر من ؟؟ وهل حقا سرت تم تحررها بسواعد هؤلاء الثوار كما يسمون أنفسهم أم بسواعد فرنسا وأمريكا ثم يهللون فرحين ويقولون لقد حررنا سرت!! هل يمكن انتظار الصلاح وعدم الخضوع من هؤلاء؟ كلنا نعلم أن الولاء يكون لمن نصبك إذا كان الشعب هو من نصبك فولائك للشعب وإن كانت فرنسا وأمريكا من نصبوك فولائك لهم، كيف يحسبون أنفسهم رجال وأنهم من حرر سرت؟ هؤلاء عملاء بقواميس كل العالم، في هذه الحالة الدولة الإسلامية أرجل وأفْضَل منكم مليون مرة أختار أن أكون تحت حكم رجال حرر الأراضي بسواعده على عملاء ينتظرون الغرب لينصبوهم حكام في هذه الأراضي ألم تكتفي أيتها الشعوب من هؤلاء الحكام السابقين لنسمح ونعيد الكرة يا أسفاه على من قام بتحرير ليبيا من القذافي لتصبع مرتع الغرب! لقد تم الإعتماد بتضحيات من يحملون عقيدة الجهاد في سبيل الله لإسقاط الطواغيت في كل العالم والأن ينقلبون عليهم لتمكين من يريد الغرب، ولقد إتضح الآن أن المستهدف الوحيد هو عدم تطبيق شرع الله كما أنزل كله من فوق سبع سماوات.

 

تمكنت قوات حفتر من السيطرة على الهلال النفطي شرق ليبيا مباشرة بعد إبعاد الدولة الإسلامية من سرت وتضح وضوح الشمس من كان يقاتل ويقف ضد جنود حفتر المدعوم من طرف الامارات وعسكر السيسي وفرنسا، وتبين لماذا تكالب الكل لقتال داعش بسم مكافحة الإرهاب، ولاتنخدع بما تقوم به فرنسا وامريكا بالتضاهر على أنهم ضد ما قام به حفتر، ولقد كشفت كذلك العملية التركيا في الأراضي السورية وكل البلدات الواقعة مع الحدود مع تركيا مثل بلدة الراعي وجرابلس لإنشاء منطقة عازلة لحماية حدودها لوقف هجمات تنظيم الدولة وتعتبرها واشنطن مؤشر إجابي تظهر علانيا حجم تدخل الدول الغربية السافر في المنطقة وحجم الإرتباط الوثيق للجمعات المقاتلة هناك بالغرب وولائها فبمجرد قول أمريكا لقواتِ سوريا الديمقراطية ذاتِ الأغلبيةِ الكردية أو ما يسمون كذلك بوحدات الشعبي الكردية أو وحدات حماية الشعب الكردي أو الميليشيات الكردية تعددت الأسماء لفصيل واحد؟ فبمجرد قول لهم الانسحاب لشرق الفرات وكأن الأمر أصدر من أعلى قائد عندهم!! نشاهد الانسحاب الفوري لم يستغرق أكثر من 36 ساعة حتى أصبحت 90% من هذه القوات شرق الفرات!

ثم تعلن قوات من المعارضة السورية السيطرة على الراعي وجرابلس التي دخلتها بدعم جوي أمريكي وبتمهيد مدفعي تركي وهم فارحين بالإنتصار!!

 

 

في النهاية لم يتبقى إلا الدولة الإسلامية التي حاول الداخل قبل الخارج من تكفيرها وجعلها شيطان على هيئة إنسان ووصفهم بالذين لا يحبون سوى الدماء والقتل والهرج، معا أنها بالمقارنة لكل ما يحدث هناك هي الوحيدة التي عدد ما قتلتهم أقل من كل الفصائل وكل الدول المتحالفة على المنطقة بكثير.

 

بغض النظر الى ما يخبئ لها الأقدار وبغض النظر عن الشعوب الهاربة بدل المواجهة وبغض النظر عن الشعوب الشبح لتلك البلدان التي من المفروض هي من تجاهد وتحرر أراضيها وتنصب من تبتغيه عليها، ولا تنتظر أن يقوم بذلك آخرين والكوارث التي قد تحدث بسبب ذلك وخاصتا والانقسمات الحالية والإخترقات، وفي ظروف الحرب الحالية الدولة الاسلامية هي من تبقى لا تخضع لأي قوة عالمية وأسأل الله أن يثبتهم على هذا حقيقتا إنها حقا حرب عالمية على الدولة الإسلامية وإني أعتبرها مرحلة يجب المرور عليها من مراحل التحرر ولابد منها لتتمكن الشعوب من التحرر من الأغلال التي فيها بسبب الأوضاع التي آلت إلها بلداننا ونحن المتسببين في هذا لتأخرنا الكبير في كسب الإرادة ليكون التوحد بسلاسة بين الحكام الشرعيين والأوضاع ستزداد تأزما أكيد في المستقبل إن بقينا بهذه السيرة والعقلية.

 

أصبح الأن سواء كنت تعيش في وطنك أو في أمريكا فأنت غريب بكلتا الحالتين، لقد فهمت الآن لماذا علينا تطبيق ما يقول الله في كتابه بحذافيره وحتى إن كنا لا نفهم لماذا يريد الله أن نفعل ذلك وحتى وإن كان يجعل اشمئزاز في صدورنا مثل قول الله  تعالى "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان" ، الآن أقول لست أدري صراحتا لماذا الدولة الإسلامية في سرت لم تضرب أعناق هؤلاء المخنثين التي ترسل لهم الغرب نسائها للإتفاق معهم "على مبادئ الخيانة، هناك قواعد يجب أن نفهمها العري لا يكون فقط بنزع الملابس والسرقة لا تكون فقط بدخول بيت في ليلة ظلماء أو خطف هاتف بين يدي صاحبه، وكذلك بالنسبة للخيانة والعمالة والإستعباد ... وغيرها، عندما تشتري أسلحة من الخارج هذه تعتبر عمالة وخيانة للوطن، عندما تستورد البيض هذا يعتبر سرقة واستعباد للوطن، وإذا كنا يجب البدء في الشرح في هذه المواضيع للشعوب أضن أن الطريق مازالت طويلة لتحرير هذه الشعوب من العبودية والإستخفاف بها ... لأن ما يحث الآن في ليبيا هو عرضها مثل الجارية في سوق النخاسة للغرب والمتلاعبين بها.

 

 أضن أننا نعيش في منتصف الزمان في زمن البداية لإنقسام الشعوب، منذ بداية الإنسان في الأرض ونهاية الزمان أين ستنقسم الشعوب لفصائل واضحة لتحدث كل أحديث رسول الله حول أحوال وصفات وأحداث آخر الزمان المذكورة في السنة والقرآن وهذا قد يكون بعد ملايين السنين هذا العلم لله، فقط أنا أضن أننا موجودين الآن في منتصف هذه الأحداث وكان واجب على الله أن يخلق هذه الدولة الإسلامية التي تحارب من كل العالم إعلاميا وسياسيا واقتصاديا وكأن الإسلام هو فقط الذي يخرج من عندهم وهم لا يعلمون أن الله غالب على أمره ولاكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

لأن ملا يتكلمون عنه ويظهرون فقط عودت الأهالي بعد دحر الدولة الإسلامية ولاكن الآن كل قنوات العالم تعترف أن أغلب السكان وكاد أن يصل لكلهم الذين كانوا تحت حكم الدولة الإسلامية ذهبوا معها يوم إنسحابها وبإرادتهم عندما تم دحر هذه الدولة بسم تحرير المدن من قبضتها وإرهابها ولم يتبقى سوى الرعاع الذين ينتظرون المساعدات الدولية وينتظرون أمريكا لتؤكلهم، بدل تقليب الأرض والزراعة وتربيت الحيوانات والدواجن، لقد تفاجأت فعلا عند تكرار هذه الظاهرة كلما يتم دحر الدولة الإسلامية من أي مدينة!

 

الإسلام يمنع ما يحللونه مثلا الخمر والمراقص والربى وغيرها، ولاكن بالمقابل لا يمنع من يريد بناء منزل وإعطاء الأراضي للزراعة وتربيت الحيوانات عكس ما يحدث عندنا بطريقة ذكية ببيع الأراضي بمبالغ خيالية والتضييق على الناس لعدم الزواج! كمثال الجزائر أكبر بلد مساحة في قارة إفريقيا الآن بعد تقسيم السودان ولاكن لا يجد مواطنيها فيها 100 متر مربع لبناء منزل؟ الإسلام يعطي الحقيقة ويبعدك من الخيال الإسلام يزوجك ويبعدك من الأفلام الاباحية، ولذلك كل من يستفيق" سيترك كل هذه الخيالات ليذهب مع الحقيقة"، أخطر ما يخافه الإستبداد أن تستفيق من الخيال لتدرك أن الموت من أجل الحقيقة أرحم بكثير من العيش في الخيال، المستيقظ يعلم أن النائم في غيبوبة أرحم له الموت بدل العيش في أحلامه.

 

الذي يدعم سيكس بيكو هم أنظمة هذه الدول نفسها؟

الذين يدعمون التبعية والعلمانية وإستعباد الشعوب وإحتقارها وتجهيلها هم أنظمة هذه الدول نفسها؟

 

لا يمكن إقامة دولة الحق دون إسقاط دولة الظلم، اللهما إسقط دولة الظلم كما تشاء وكيفما تشاء وأقم دولة الحق إنهم لا يعجزونك، قد ما نراه نحن خطأ هو عند الله صحيح وقد ما نراه صحيح قد يكون عند الله خطأ، اللهما أرنا الحق حقا ورزقنا إتباعه وأرنا الباطل بطلا ورزقنا إجتنابه.