محاولة الانقلاب الإرهابية في تركيا:

لقد شهدنا في ظرف ازيد من أربع ساعات من ليلة الجمعة الى السبت من يوم 2016/07/15 كل فنون الحرب والمكر والخداع، من التضليل الى الكذب من التحبيب للانقلاب الى التشجيع من الشجاعة الى الجبن ومن الطهارة الى الخبث لقد تعلمنا في ليلة واحدة من محاولة الانقلاب مالا يمكن تعلمه وعلى المباشر في سنوات من كتب الحرب وفنونها ومن أسياد الخزعبلات ورؤوس النفاق والأهم فضح المنافقين وما في النفوس ومعرفة مدى أهمية المعلومة.

 

من العربية المنافقة الى فرنس 24 الغير الواضحة من النهار الجزائرية الصادمة الى الأرضية اليتيمة التي ما تزال تمارس لا معلومة من قنوات السيسي المشجعة والمضللة الى قنوات الغرب المضخمة من الشرق الأوسط الفارح الى المغرب الكبير الغائب والقنوات الأخرى المتأخرة كل التأخر لم يتبقى سوى الجزيرة التي كانت تنقل الاحداث دون التأثر بالشائعات وما يبث على الشريط المتحرك والشريط الأحمر المنسوب للخبر العاجل للقنوات الأخرى، وتعتمد على نقل الأخبار من الصحافة المتواجدة في الميدان و روترز والانضول المشهود لهما دون غيره.

 

من سيطرة الجيش لمقاليد الحكم الى انقلاب ناجح الى محاولة الانقلاب بعد اعلان رفض الانقلاب من القوات التركية.

 

من عملية كبيرة يقوم بها الجيش وغير معزولة الى اعلان حالة الطوارئ وتوقيف العمل بالدستور مؤقتا.

 

من هروب اردغان الى طلب اللجوء في ألمانيا وتشجع الانقلاب الى يجهل مصيره ويجهل مكانه الى هو في مكان آمن وسليم بعد ظهور الرئيس وطلب الشعب للخروج لشارع.

 

من طلب المواطنين للبقاء في البيت لخطورة الموقف الى فوات الأوان على خروج الشعب التركي بعد ظهور الرئيس وطلب الخروج للشارع وإستغلال الموقف وإهام المشاهد ان الجيش تخلى على الرئيس ولم يتبقى لأردغان سوى الاستنجاد بالشعب.

 

من السيطرة الكاملة للانقلابين لمطار أتترك والإذاعة والبرلمان والرئاسة الى اعلان الغرب لي رعاياها إلتزام البيوت والحذر وعدم الخروج للشارع لسلامتهم.

 

من رهينة الى مقتل قائد الأركان.

 

الى الإعلان ان الرئيس اردغان ذاهب للمطار قد يكون السبب الهروب.

 

من انفجارات وإطلاق رصاص الى مقتل المئات من المتظاهرين الواقفين ضد الانقلاب من استعمال المروحيات للتخويف الى قصف القادة  المخلصين في مقراتهم الى خروج كل الشعب التركي للشارع وتحالفه مع الجيش الشرفاء البواسل وتخليص المطار من قبضة الانقلاب وتحكمه بالشارع بشكل فاجئ الجميع.

 

من التنديد بالانقلاب بعد السماع مباشرة مثل قطر والسودان وغيرهم الى عدم الوضوح بطلب عدم إراقة الدماء مثل أمريكا الى الحيادية مثل روسيا الى إنتظار بوادر فشل الانقلاب مثل المغرب الى إنتظار لمن تميل الكفة ثم التسريع في التنديد وإيجاد حلول لجبر الأوضاع الى عدم التنديد حتى الآن مثل الجزائر الى الإسراع لرفض الانقلاب وخروج الشعب للتنديد مثل غزة.

 

من غموض الأوضاع وانزلاقها في تركيا الى غلق الحدود للبلدان الجارة.

 

من غلق الفيس بوك وتويتر على الشعب التركي الى غلق جميع الإذاعات الى إعلان أنه تصحيح للديمقراطية، وإعلان العلمانية هي الحل للمساوات الاجتماعية في هذه القنوات ولم يتبقى سوى القنوات الخاصة التركية.

 

من ترك الشعب التركي في تعتيم أسود لمدة أكثر من ساعتين دون ان يعلم ماذا يحدث حوله الى استعمال صوت الرصاص للترهيب الى صوت الطائرات لتفريق المتظاهرين الشجعان وإيهامهم ان الامر تحت سيطرة الانقلاب.

 

من قتل المتظاهرين الى طلب منهم الوقوف مع الانقلاب.

 

هذا ملخص تشفي القنوات بنشر الكذب واهباط الهمم ودعم وتشجيع الانقلاب عبر الخبر العاجل وإيهام الكل ان الامر في صالح الانقلاب.

 

الموجه له كل هذ الاعلام خاصتا الشعب التركي والتأثير عليه اعلاميا بطريقة غير مباشرة لإنجاح الانقلاب، وكل هذا يسمى باختصار فنون الحرب الإعلامية والميدانية ألم يحن الوقت بعد ان نتفطن لهذه القنوات إذا كان هذا هو اعلامهم وصحافييهم في الأمور الواضحة مع العلم أنه واضحة بالنسبة لنا نحن البعدين والمتتبعين من بعيد أما الشعب التركي الذي يعتبر في وسط الاعصار فقد كان في ضغط وتجهيل وكان في وضعية سوداوية لما يدور حوله من ليلة الجمعة الى السبت الى أن رجحة الكفة لصالح الشعب بفضل تفطنه ووعيه الكبير.

فما هي الفنون الممارسة علينا الآن في الأمور التي نجهلها ولا نعرفها؟

 

 

بعد فشل الانقلاب بفضل الله وهذا يبين مدى وعي الشعب الآن يمكنهم دفن شهدائهم باسمهم الحقيقي "شهداء"، ولعن المنقلبين ومحاسبتهم ومحاكمتهم بسمهم الحقيقي الإرهابيين، وملاحقة الخوارج الإرهابيين العلمانيين الكفرة المرتزقة وإعلان هذا دون خوف وإقتلاعهم من جزورهم وتطهير الجيش منهم ومن المندسين فيصبح جيش محمد حق وحقيقة، وهذا سيعطي دفعة قوية للبلاد لأزيد من ثلاثين سنة قادمة وهذا هو الأهم من نتيجة فشل الانقلاب.

 

تحية من الشعب الجزائري للشعب التركي وكلنا معكم.

2016/07/16