إلى أين ذاهبون:ا

هناك من يرى في محاربت الإرهاب محاربة للتعصب والعنصورية ومن يرى فيه إنقاذ البلاد من أن تتحول لدولة ثيوقراطية وكهنوتية ومن يرى أنها محاربه للتطرف والمغالات... وكل واحد يرى في هذه المكافحة مايعجبه فيها ويؤيدها ونحن نعيش اليوم تحت شكل جديد من الهيمنة، هيمنة وسائل الإعلام الذي يسوق محاربت الإرهاب في نظرهم هو "الحفاظ على الأرواح البشرية"! والشعوب تسحق بالإنقلابات والدول تطحن بالحروب "بمظلت مكافحت الإرهاب!!"، بدعم العالم الأول الذي يعتبر العالم الثالث مجرد سوق لفائض إنتاجهم بداية من التسلح للآلات مرورا بالأدوية حتى الغذاء، (وما دمنا في هذه الحال ستبقى أمريكا هي أمريكا وإسرائيل في فلسطين والروس في سورية... وفرنسا "الشاه" في الجزائر على وزن حكم المرشد بإيرن).
 أمريكا التي تعلن القدس عاصمة لإسرائيل هي نفسها من أطلقت قنبلة السلاح النووي في هيروشيما ونكازاكي سنة 1945م وهي نفسها من غزت العراق بحجة إمتلاكها نفس هذا السلاح بعاصفة الصحراء في 1990م وتم إلقاء أكثر من 60 ألف طن من المتفجرات على بغداد وحدها حتى اليوم الرابع للحرب هذا يعادل خمس مرات ماألقوه على هيروشيما، وهي نفسها من قتلت ملايين المسلمين الى يوم الناس هذا دون المرور بالتواريخ لكل ماضيها الإجرامي وإجرام مثيلاتها فمنذ إقتسمت وقسمت إنجلترا وفرنسا إمبراطورية الرجل المريض "الخلافة العثمانية" فلم تتوقف الحروب والمذابح والمشكلات في فلسطين والعراق ولبنان وسورية وصربيا وكرواتية... إنها الحضارة التي تحفر للانسانية قبرها، تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية لا بسبب التهديد بالفناء (بحرب عالمية أو نووية أو مجاعة) فهذا عرض للمرض وليس هو المرض ولكن بسبب إفلاسها في عالم القيم التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نموا سليما وتترقى ترقيا صحيحة
الكل يطمح لثورة إقتصادية وصناعية وثورة تكنولوجية وسياسية والكل يريد وينادي بالتغيير ومع وجود الكثيرمن الذين يريدون تغيير كل شيء...ماعدى أنفسهم! سوف نبقى في إنتظار المهدي أو نيزك من السماء وحتى الزلازل...
يقول الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودى في كتابه حفارو القبور( "نعتبر أن "الحداثة" العلم والتقنية هما المعايير الوحيدة للتقدم، يقودنا دين الوسائل هذا إلى الهاوية، حفارو القبور هم هؤلاء الذين يروجون له هكذا يحفرون قبورنا بلا بصيرة )
المرحلة القادمة ستكون أكثر حساسية وإستفزاز
أقول أن كل ماحدث مع جلالة أحداثه وعِظَمْ ماوقع ماهو إلا نقطة من بحر لج قادم هذا ليس رجما بالغيب معاذ الله ولاكن هذا بمعرفه بالواقع والسُنن والتاريخ ولو أعطيناه وصف لكل ما نحن فيه وماهو آتن سأقول بعدما كنا في قاع الزجاجة نحن الآن نخرج من عنقها برغم من كل المؤمرات والكيد وهذه الترسانة الإعلامية الكاذبة المظله نحن ذاهبون للعزة وسنخرج من الجحر الذي وضعونا فيه وسيلتحق بركب العزة كل يوم الآلاف وسندوس الجبابرة والفراعنة ونتركهم للمزبلة ولن نلتفت لمن أذلونا وقتلونا وسرقونا ونهبونا ثم يتهمونا بعمى الألوان حيث لا نرى سوى الأسود! يلحسُون الألف مليار دولار ثم يحاسبوننا لبضع المليارات من الدولارات التي أنفقوها ولولا خوفكم من الإنتفاضة ما أنفقتموها
ماذا يريد منا القرآن أن نعمل؟ يقول سيد قطب رحمه الله في كتابه معالم في الطريق
لا بد لنا من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي والتصورات الجاهلية والتقاليد الجاهلية والقيادة الجاهلية في خاصة نفوسنا ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا أن ندين بالولاء له، فهو بهذه الصفة صفة الجاهلية غير قابل لأن ننصطلح معه إن مهمتنا أن نغيّر من أنفسنا أولا لنغير هذا المجتمع.
بعدما إنتهت الديمقراطية بما يشبه الإفلاس وحتى الغرب نفسه قد بدأ يظهر فشله المادي الإقتصادي وهو الجانب الذي تقوم عليه وتتبجح به حتى روسيا تبيع البترول والغاز لتحصل على الطعام... إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية لكن لأن النظام الغربي قد إنتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيدا من القيم يسمح له بالقيادة (فمجلس الأمن لم يعد يقوم على ماتأسس من أجله ولا الأمم المتحدة تقوم بدورها وكل بلد أصبح ينظر ويتعامل مع الآخر بالمصلحة ويرفضون كل من يخالف هذه المصلحة حتى الديمقراطية نفسها إنها المصلحة التي أصبح يتنازعون عليها بقوة السلاح المؤدية للحروب والإيبادات من العراق لسورية من مصر الى ليبيا مرورا بنقلاب الجزائر الى الدفاع عن شرعية اليمن ...) وحتى الوطنية والقومية والتجمعات الإقليمية عامة التي أدت دورها خلال القرون الماضية لم تعد تملك هي الأخرى رصيد جديد
 فهل جاء دور الإسلام ودور الأمة في أشد الساعات حرجا وحيرة واضطرابا... جاء دور الإسلام الذي لايتنكر للإبداع المادي في الأرض لأنه يعده من وظيفة الانسان الأولى منذ ان عهد الله اليه بالخلافة في الأرض ويعتبره تحت شروط خاصة عبادة الله، وتحقيقا لغاية الوجود الإنساني.
تغيير نفسي هذه هي كلمت السر لتغيير المستقبل طريق الماضي كلنا سرنا فيه ونعرف جيدا أين يؤدي علينا أن ننتقل من مشاهدة التاريخ يصنع الى المساهمين والفاعلين في صناعته، الضمان الوحيد ليكون المستقبل كما نبتغيه ونريده...  من العاصمة الجزائر الى تمنراست من ورقلة الى بشار من وهران الى الهقار من أدرار الى عنابة سنعمل على هذا وبطريقة سلمية لن أقول أن هذا بسبب الخوف بل بسبب أننا نريد أن نعيش...لنعيش كما نريد نحن وليس كما يريده الموتا الذين يفرضون علينا القبر... هذا القبر الجماعي سنرفضه بقوة الحياة التي نريدها... ماعلينا سوى أن نقولها نحن شعب نريد الحياة لن يفرض علينا من يقرر مصيرنا من اليوم ونحن أحياء وسوف أغير نفسي لأكون حي من الأن لأغير المجتمع وأكون من صانعي المستقبل والفاعلين فيه

أنا حي إذا أنا موجود
لن يتكرر ماضينا كل مرة، لن يقرر مصيرنا كل مرة، لن يُختار طريقنا كل مرة، سأغير نفسي لأنني حي ولكي أعيش هذه الحياة أنا بوجودي من سيقرر ويصنع التاريخ والمستقبل

2017/12/22