الجزائر في مواجهة مصيرها أمام آخر فرصة لها وقد أكد الخبراء أن كل الدلائل العلمية تقول إنه لا يمكن اكتشاف حاسي مسعود وحاسي رمل جديدين الذين تم تدميرهما بشكل شبه كلي في العشر سنوات الاخيرة، منذ التحول من الاستعباد الخارجي الصريح للاستعباد الداخلي المتخفي وانتاجهما منذ أزيد من أربعة وخمسين سنة هو الآن في تناقص بشكل طردي،  ومتسلطي الجزائر ذاهبون بلا هوادة حتى آخر قطرة من دمائهم نحو تضييع وتدمير فرصتها الاخيرة واحتياطات الصرف الخارجي لن تمهل الجزائر طويلا والمتابع لهم لا يسمع سوى الحديث عن تسريع البحث لاستكشاف جديد للبترول والغاز الصخري، لا يتحدثون إلا عن هذا في اجتماعاتهم السرية!! الى ذلك الحين فرض ضرائب وزيادة في الأسعار وخفض سعر الدينار والربى، والتوجه للثروات البديلة ببناء معامل الاسمنت والمحاجر لإسكات الشعب الى حين، انهم كالجراد لا يهمهم سوى الاكل ولا شيء آخر وبعلم الكل، ويستعدون بتخطيطهم ببناء الجدران العالية والحواجز حول المنشآت العسكرية والاستراتيجية وتحصين الثكنات وأحيائهم والتسليح المدجج لأنفسهم وكأنهم يستعدون لخوض معركة طويلة الأمد، ولم يتبقى للشعب الجزائري الحر من خيار سوى مواجهة الحائط  التي ستؤدي بالجزائر إلى الاستدانة مجدداً من صندوق النقد الدولي بدلا من اعلان الإفلاس والرحيل، من هذا الذي يتحدث عن أسباب تبدو أحيانا تافهة جدا، يستقيل مسؤولين كبار، ثم الذهاب لمجموعة نادي باريس الاقتصادي الغير رسمي لتخفيف عبء الديون، ومخلفاتهم سيتابع الشعب الجزائر لأزيد من خمسين سنة أخرى القدر المحتوم لأكثر من أربعة وخمسين سنة مماثلة ومازال من الاستعباد ولا محاسبة الاسياد أمامه، إنها المكافئة التي يستحقها هذا الشعب بتقدير فوق الممتاز بسبب سكوته، في انتظار ارتفاع سعر البترول المتبقي أو معجزة من السماء وإن من بقية للشرف والرجولة وقد يكون عاليها سافلها في انتظار هذا  ننتظر الإعلان عن اكتشافات جديدة لنهب ثروات البلاد والأجيال القادمة لدعم مداخيلهم التي تناقصت بالنصف رغم تحصيل الجباية وزعم ترشيد النفقات والتقشف.

 

ولماذا يخونوننا ولماذا نحرق أعصابنا ولماذا أصلا نكتب مثل هذه المقالة التي تفضح أنه كلما نظن أننا وصلنا الى القاع نكتشف أن القاع مزال بعيد، نحن نحب حكامنا ونعتز بهم ونتمنى أن يبقى كل مسؤول في مكانه ولا نريد لاحد أن يزعزع استقرار البلاد ولا أحد ينكر إنجازاتهم إلا جاحد، لا نريد أن نعود للعشرية السوداء، ولا نريد أن يعود الإسلاميين والإرهابيين إنهم وحوش سيقطعون رؤوسنا وأيدينا ولن نجد الخبز لنأكله ولن تتمكن المرأة من الخروج، نحن في أفضل حال هكذا.

 

ختاما، أدعو الله أبناء وطني الأعزاء بالصحة ودوام الحال بعد الاصطدام بالواقع.

 

 

 المجد والخلود لشهدائنا الابرار! تحيا الجزائر!


Écrire commentaire

Commentaires: 0