تبع القول 

   كثرة هذه الأيام التكلم عن القضاء على الإرهاب وعن انجازات الجيش ونجاحاته وآخرها العملية التي قام بها الأمن في العاصمة الجزائر أصفر عن استرجاع أسلحة كان ليبيين بصدد بيعها بمساعدة جزائريين، حتى الآن كل شيء طبيعي بل هذا افتخار لكل الشعب الجزائري ويقظة من جيشنا والشرطة لي إسقاط كل محاولة لزعزعة استقرارنا وأمننا وافشال كل مؤامرة خارجية، المشكل عند سماع المثقف والصحفي وخريجي الجامعات يتكلمون عن هذه الإنجازات بنفس طريقة النظام وحكامنا، والبعض يتكلم عن هذه الإنجازات على أنها تخويف لكلا يطالب الشعب بحريته، ملمحا الى إيهام الشعب والكذب عليه بي إرهاب وهمي صنيع المخابرات، انا لا أتكلم عن الاختراقات و الديراس وما ترتب عنه أنا أتكلم عن من خرج من اجل الحرية واصبح إرهاب بعد ذلك من منظور الكل، دون إعطاء النظرة المعمقة على الأقل احتراما لسنوات تعلمهم، لظهور الإرهاب حسب منظوره، واعتبر هذا مقزز واستهانة للأرواح وقد يكون هذا الإرهابي المقضي عليه سببا لظهوره على الشاشة وقد يكون الركيزة لخوف المستبدين وتسبب في ترك بعض "الحريات" المعلبة للظهور ولولا ما تسمون إرهاب التسعينات ما كانت ظهرت القنوات والصحف، ووجدوا خريجي الجامعات منصب صحفي فيها، ولا بقينا في القناة الأرضية و مسلسلات العربية  و الجزائر بخير.

 

   إذا كان هذا الإرهابي صنيع الخارج وتآمر الأعداء على البلاد هذا يعتبر إنجاز مهم بل يستوجب علينا وقفة رمزية منا لمن يخاطرون بحياتهم إضافة الى بعدهم من العائلة ولن نوفي، فقط لنعظم بهم ونتبها بهم بين الأوطان، ويزيدهم هذا عزما وإصرارا.

 

   وإذا كان الإرهابي يحمل بطاقة وطنية بي نفس شكل بطاقة الجندي الذي أطلق النار عليه وأرداه قتيلا هنا يجب أن نطرح ليس ألف سؤال فقط بل آلاف الأسئلة لنصل الى ماهي الأسباب التي حملته لي هذا، وماهي الأسباب التي جعلت "الإرهابي" يطلق النار بنفس حرارة الجندي وهم من نفس الوطن ومن نفس الدين إن صح قول هذا.

 

   ولماذا لم يكن هناك إرهاب في الستينات والسبعينات ولماذا ظهر في هذه الفترة والأهم من كل هذا كلما يظهر توجه جديد يصبح إرهاب من منظور الحاكم المتحكم، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إرهابي بل من أخطرهم بقتل اعمامه وأهله، وعند اندلاع ثورة التحرير المجيدة أصبح المجاهدين إرهابيين، ومن يريد تحرير القدس يصبح إرهاب، ومن يريد إقامة دولة إسلامية يوصف بكل الصفات بداية بي الرجعية والتخلف نهايتا بالمتشددين والإرهاب، و الجبهة الإسلامية إرهاب وثيوقراطية، وعند انتصارهم يصبح الإرهابي مجاهد وبطل ويصبح الرجعي المتشدد العدل والاستقامة، وان انهزم يكتب من المنسيين الى يوم الدين.

 

   هل التسمية إرهاب أو بطل له علاقة بالانتصار؟ ام هناك مبادئ يكافح عليها، مهما كانت التسميات والرايات والصعاب وهل الشعوب واعية بهذه المبادئ المراد الوصول اليها أم يريدون إحاطتها بالجهوية وآخرون بي لا إسلام، ويطمعون الاستلاء على كل البلاد، أو يحيطونها بالكتمان والتجهيل ولا معلومة مثل النظام الحالي، كنا لا نعرف عنهم شيء في السبعينيات كانت الناس لا تعرف الا الرئيس بو مدين في أفضل الأحوال، اما الان نعرف عن أوباما وعائلته وحياته ووزرائه وبرامجهم وتطلعاتهم أكثر من رئيسنا وسلالنا، فالمخاطر التي واجهها الرسول صلى الله عليه وسلم في عهده هي ما نواجها اليوم والتحديات التي كانت في وقت ثورة التحرير هي نفسها اليوم ولم يتغير شيء فقط الأسماء و الظروف، و الجزائر ياليت لو كانت قابعة في مكانها بل في تقهقر بسبب ما نشهده من جهوية و مافية و فساد ومزابية و مالكية واباضية و شيعية و أمزيغ و شاوية وأخيرا داعشية وما يُشْعِرْ الحكام بخطر الزوال لا مبالات الشعب بي انجازاتهم ولهم الحق ان يقلقوا لو كان للدم من بقية عندهم.

 

   على كل الصادقين ان يكثفوا من توعيتهم وجهودهم لان الجزائر ليست الجيش وليست أشخاص منسيين مسبقا الجزائر هي الشعب وان هم ذهبوا ذهبت.


Écrire commentaire

Commentaires: 0