الجزائر وديمقراطية فِرْعَوْن

سورة طه الأية من 59 الى 71.

قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ¤ فَتَوَلَّى فِرْعَوْن فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ¤ قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ¤ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ¤ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ¤ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ¤ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ¤ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ¤ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى ¤ قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى ¤ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ¤ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ¤ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ¤.

 

مع أن فِرْعَوْن هو من ضرب موعدا يوم الزِّينَة وهو من أراد المواجهة الديمقراطية وَأَن يُحْشَرَ النَّاس ضُحًى لتكون الانتخابات شفافة ونزيهة، برغم من أن الفوز كان لصالح موسى وكان فوزا ساحقا وتحت مسمع ونظر الكل وبإقرار كَيْدَه إلا أن فرعون " قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ "، وكان مصير من إعترف بالنتيجة  " فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى " وكان الانقلاب من طرف فرعون وجنوده.

 

السؤال المطروح هل الهرم المتسلط في الجزائر فرعون العصر مستعدون لترك كل ما هم فيه زائد لا محاسبة ولا مسؤولية؟

 

عندما يلتقي في قطاع واحد أي في منطقة واحدة "رئيس البلدية + والي الولاية + رئيس الدرك أو رئيس الشرطة وغالبا يكون رئيس الدرك بسبب أن الآن المناطق المستهدفة خارج الأماكن الحضارية + قاضي القطاع الملجأ الأخير للمواطن نصبح أمام = إجرام دولة مكتمل الأركان وتصبح المنطقة مرتع لنهب الأراضي والممتلكات وإن صادف ذلك ملكية خاصة يصبح المواطن لاحول له ولا قوة إلا بالله وألعوبة في ما بينهم ولا يجد من ينصره ويقال له إذهب للقضاء في أخر اللعبة ويصبح تحت أمر الواقع تحت إجراءات لانهاية لها ويكتشف أن الأمر يستغرق سنوات وسنوات وأرضه الفلاحية أو ممتلكاته جرفت ونهبت بالكامل وتم تغيير حتى المنظر وطابع المنطقة ويكتشف أنه لا محكمة إستعجالية ولا وزارات ولا درك "وطني" ولا قانون ولا هم يعقلون .... ومن يحاول إستعمال القوة لحماية ممتلكاته يجد الدرك "الوطني" يقفون في وجهه بالمرصاد ويهددانه بالقانون!

 

نحن لسنا في وضعية اين أعضاء الأحزاب تنتخب بكل ديمقراطية إذا كانت ستشارك في الاستحقاقات القادمة أم لا، نحن أمام واقع محض يجب أن يطرح على الخبراء والمثقفين والجامعيين ودراسة آراءهم ومنظورهم بطريقة علمية وجيهة ويتم إختيار الأطروحة والحل الأمثل للمعضلة التي يقبلها العلم والعقل بكل دقة وجدية هذا هو واقع حال الجزائر بعيدا عن كل المطامع والعنجهيات وكل من يقول "لا يهمني مادام الشعب لم يتحرك عندما يتحرك ننظر ماذا سنفعل أما أنا أشارك مع دم قراطية المتسلطين والحياة مستمرة ولا يجب تضييع مستقبلنا وأعمارنا كما تلاحظ عام وراء عام وليس لدينا فائدة إذا لم نشارك والشعب ... والأفضل أن ... ونظر ما يحدث حولنا ..." وغيره، دون أن ننسى أن كل من يشارك مع المجرمين فهو شريك في الإجرام وإقرار لكل ما قام به و ما سيقوم به، الدبابات والجنود المنقلبة على الشعب هي ليست منا ويستحقون الإعدام ... هذا تماما ما قاله الرئيس الشرعي أردغان لشعبه يوم محاولة الانقلاب، في 1992 الشعب إختار الديمقراطية لكي لا تكون الدماء والاعتقالات والتعذيب وتضييق ومن هول عكس ما حدث أصبحت الديمقراطية مربوطة بالدماء والاختفاء والتعذيب والتضييق ... أضن أننا أخطأنا الطريق!!! ولاكن المفروض على مترجم إرادة الشعب التائهين بين حب الدنيا وعزوف الشعب ألا يقع في فخ فرعون العصر، ويظنون أن ما يقومون به هو الصواب وهذا لا يعتبر خيانة فقط لكل من أسيلت دمائه والمسجونين في غياهب السجون ومنهم من لا نعلم عنهم شيء حتى اليوم بل أنتم قوم فاسقين والمصيبة تعلمون ذلك وتريدون إستغفال الشعب الضحية الوحيدة لكل هذه التصرفات ثم تريدون منه ألا ينتهج منهاجكم في السير مع المتسلطين في طريق الفساد والرشوة والمعريفة والتزوير... حتى أضحى هذا ديدن الجزائر ... والنتيجة أصبحت الجزائر بلا صاحب، أنتم من سننتم وفتحتم هذا الطريق وتتحملون وزركم ووزر كل من عمل به.

 

" ربما الأسماء اختلطت على المجرمين من شدت إجرامهم أصبح النهب والسرقة والدوس فوق القانون هو طريق الحق عندهم ولذلك يعتبرون من يحترم الدستور والقانون ويسير في الطريق المستقيم هم المجرمون والمتابعين قضائيا مع أننا نحاربهم بدستور وقانون من صنيعتهم والأن يضعون ترسانات من القوانين ومازال لخنق الشعب بسم القانون!" إذا نحن لا نريد الدمقراطية إنها طريق الدماء نحن نريد الحرب لعل هذا الطريق لا يسفك فيه الدماء بطريقة ذبح النعاج ولا يكون فيه الاختطاف والتعذيب واحدا واحد بطريقة أكلت يوم أكل الثور الأبيض وتكون الشرعية وإرادة الشعب هيا المنتصرة على التزوير المفضوح وأخذ الأرواح والرصاص" !!! فلننظر بعدها من هم النعاج ... لأن من أكبر الضحايا الذي واجه المدفع والرشاش بصدورهم هم من يريد تطبيق شرع الله المسلمين والفائزين الشرعيين في إرادة الشعب، ولن نخدع مرة ثانية دائما يدفع بالمسلمين في أول الصف لمواجهة الدبابة ثم ولا واحد يقف معهم بل ويشوهونهم، أما الآن قد تركنا الجمل بما حمل فليأخذه من يريد فليواجه هذا النظام من يريد مواجهته" بالنسبة لنا المواجهة إما من كل الشعب أو ولا أحد.

 

هل تعلم أن القرآن الكريم عند ذكره الحرب يقصد بها الأعداء الذين يحاربون المسلمين في قوله:

¤ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ¤ سورة الأنفال الآية 57

 

¤ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ¤ سورة محمد الآية 3

 

وهذا يبين أنهم هم من يحاربوننا وليس نحن.

 

نجد الحرب في الآية الكريمة بكل وضوح قد ربطها به في قوله:

¤  إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ¤ سورة المائدة الأية 33

 

والآية صريحة في حكم هؤلاء وهو المعاملة بالمثل "أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ"، وتبين الآية أن الذي يحارب ليس العبادات الشخصية بالتحديد بل شرع الله وتطبيقه الذي يتعرض للتشويه لدرجة الجنون.

 

دين الله واضح كالحساب 1+1=2 أليس كذلك ولاكن نجد:

·         العلماء الربانيين "المنبوذين المتطرفين" يقولون:

1+1=2.

·         علماء وأئمة السلطان والطواغيت، الأجلاء المقربين المعتدلين "ويحبونهم السراق والنهاب" يقولون:

1+1=11 بحكم أن عند إضافة 1 بجانب 1 يصبح المجموع 11 وليس 2.

·         وعلماء السيسي والجزائر وسورية ومكة والمدينة والأزهر ... الأنظمة الحالية والطماعين يحبونهم كثيرا يقولون:

1+1=1 بحكم عند وضع 1 فوق 1 لا نشاهد إلا 1 وهو الحاكم!  ولا يجوز الخروج على الواحد!

 

والمصيبة بعد هذا الشرح من يقول:

أظن أنني الأن فهمت لماذا ... لأن العملية 1+1 صعبت الحل! لنعلم الحق من الباطل إنها الفتنة، بدل أن ينظر لجانب أن هناك علماء على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها.

 

ليس بالضرورة أن ترفع السلاح ضدهم وتعنفهم، على الشعب أن يقف مع الحق ولا يترك عقدة الماضي تسيطر عليه على حساب حياته إن الله يفضح هؤلاء المتسلطين في كتابه "مَثَلُ الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أهون البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " سورة العنكبوت الأية 41 ،"لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ¤ لا يقتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون" سورة الحشر الآية 13 و 14، تكفي وقفة واحدة من كل الشعب ليسقط ماكنا نظن أنه وحش لنعلم ونكتشف بعد ذلك أننا كنا في العذاب المهين طول هذه السنين دون أن ندري، وشعارنا الشعب يريد إسقاط الخوف، هل نحن نخاف الله أم نخاف البشر، أم أننا نخاف العادات وتقليد أجدادنا ونحرص على تطبيقها أكثر من حرصنا على رضى الله وتطبيق كلمته.

 

منذ إعلان الاستقلال من الإستدمار الفرنسي الى اليوم الشعب الجزائري رفض الحرب في حل مشاكله وستغل المجرمون هذا كل واحد بسمه ليتعنجر على الشعب المسالم ليمرر شهواته ومراده ومن يعارض يذبحه ويختطفه تحت مسمع ومرئ العالم الفارح لكل ما يحدث لنا حيث لم أرى في التاريخ حتى يومنا هذا صانعي وداعمي الدمار كأمريكا وروسيا وفرنسا وألمانية وبريطانيا وكل الدول التي تدعي الدمقراطية وحرية التعبير كل واحدة بديدنها، ثم تتهم إنتفاضة الشعوب ضد هذه الممارسات بالإرهاب! من واقع الغرب أنه ليس هناك من يحاسبهم ويعنفهم على أفعالهم أصبحوا يكذبون بكل وقاحة ويرون الشمس في رابعة النهار وينكرونها ويرتكبون الجرائم والحروب رغم أنف الجميع، ولا يرون إلا ما يريدون.

 

لقد كان محمد ﷺ يخاف الله، ولذلك لم يخف إلا سواه فمكن الله له في الأرض، ولقد فضَّل يوسف عليه السلام أن يسجن، على أن يُغضِب الله! وعلى الشعب كل الشعب أن يخاف الله وليس العبد ليتمكن من التحرر وصنع المعجزات، وإلا حقيقتا فليذهب كل واحد في طريقه إنها سنة الحياة وليست رغبت الأعداء.

نحن من واجبنا ذكر الحقائق كلها كما هي للشعب ويكفينا سياسة ودبلوماسية والشعارات الرنانة ونحن أمام واقع كل واحد نفسي نفسي وكل واحد بكفره وكل واحد بعلمانيته وكل واحد بإسلامه وعقائده وكل واحد ينتظر الآخر ماذا سيفعل ليس لكي يسانده بل ليعكر عليه ... لظنون يضنها ومطامع يطمعها ...

من واجبنا ذكر كل التناقضات ويبقى الشعب هو الوحيد من سيقرر ليس بكل ديمقراطية في هذه الحالة كما قلت بل بكل حكمة ورزانة عقل قبل حالت لا نفع من الندم.

 

 

وهل سنلدغ من الجحر مليون مرة، وهل سنعيد المجرب؟

 

 

على الكل أن يفهم نحن لا نريد إنتفاضة الجياع والزيت والسكر ولا إنتفاضة التائهين ولا نريد أحزاب يعارضون فرعون ويأكلون معه ولا نريد من يخافون البشر على غضب الله أو تطبيق الحق ولا نريد نفسي نفسي على حساب مستقبل أبنائنا ومصير الجزائر كلها، لقد حان الوقت للشعب أن يفهم ويكون واعي بأن الجوع والتخلف ما هو إلا مخلفات من يقفون ويختبؤون ورائه وهم هدفنا.

2016/10/03


Écrire commentaire

Commentaires: 0