الخراب والدمار عمّ البلاد والعباد ولِكُل زَمان خرابه ...

من ينظر للجزائر من بعيد يجد كل المؤسسات والبنايات موجودة، ومن لم يضطر لتجربتها وكان لديه البيت الذي يأويه والعمل الذي يقتات منه وَرُزِقَ بالصحة والعافية يظن أن كل شيء على ما يرام والعيب يكمن فيه وذكائه لعدم توفير العيشة التي كان يحلم بها، من لم يُكْمِل تعليمه يرد السبب لذلك، ومن أكمل تعليمه يرد السبب أن هناك أعلم منه، والأعلم يرد السبب لعدم وجود حرفة بين يديه، ومن لم يرث شيء من أبيه يرد السبب لذلك، ومن لم تكن له البنية والقوة المثالية يرد السبب لذلك، من كان معاق يرد سبب فقره ومعناته للإعاقة ...

  

اليوم الذي تضطر لاستخدام المستشفى... عافانا الله أو عافانا الطبيب قل ما شئت، هنا المفاجئة ستكتشف أن لا مستشفيات في البلاد واليوم الذي تدخل أبنائك للمدرسة ستكتشف لا مدارس في البلاد و اليوم الذي يكبرون تكتشف أن لا عمل في البلاد واليوم الذي يُعْتَدى عليك أنه لا شرطة ولا درك في البلاد و اليوم الذي تحاكم فيه أنه لا قضاء أو محكمة  في البلاد واليوم الذي يهجم فيه أعدائنا أنه لا جيش حتى في البلاد، أنا لا أتكلم عن الإسعافات الأولية ولا عن الحروف الأبجدية ولاعن الخلافات بين الجيران ولا عن المَعْريفَة و لا حتى عن حماية الحدود المزعوم ... كفانا ... كفانا من الخِداع ... حينها وبعد فوات الأوان و بعد أن اكتويت بنار الظلم و الحُـﭭرة تكتشف لماذا هجر هذا و قطع البحر هذا وصعدا هذا للجبل ولحق ذاك بداعش وأجرم هذا وأحرق هذا نفسه ... وهنا يعود لي يظهر دور العلماء لِي يُعَرُو الظلم لتظهر الحقيقة قبل أن تصل النار لبيتك و لن تجد بعدها ولي ولا نصير في مواجهة ما لاحول لك و لا قوة ...