نقطة لا رجوع:

كلنا نسمع بي نقطة لا رجوع وخاصتا في الطائرات وكل طيار يعلم نقطة لا رجوع لي كل نوع من الطائرات، ويتم قياسها حسب سرعة الطائرة قبل ارتفاع العجلات من الأرض والمسافة المتبقية لوصول نهاية المدرج حيث لا يمكن إعادة توقيف الطائرة دون التسبب في تحطمها إما الإقلاع أو الخروج من المدرج بسبب الوصول لنهايته، إنها نقطة لا رجوع.

 

هل يمكن تطبيق نقطة لا رجوع في الدول، وكيف سيتم قياس هذه النقطة وماهي العواقب المترتبة من عدم احترامها.

  

لكل دولة نقطة لا رجوع خاصتها وتكون إما للتقدم "الإقلاع" أو التحطم "نهاية أرضية المدرج" مثل الطائرات لحد بعيد، ويتم قياسها حسب نسبة البطالة وقوة اليد العاملة وكفئاتها ونسبة صناعتها لغذائها ودوائها وسلاحها الكل مجتمعين لا متفرقين باختصار قوة اقتصادها وقوة استقلاليتها، فنجد أغلب الدول نجحت في التقدم "الإقلاع" بكل جدارة ممن تسما العالم الأول، وهناك الدول في طور النمو فهي "القابعة في مكانها في أرضية المدرج استعدادا لتوفير شروط الإقلاع "، و الدول المتخلفة "التي هي خارج المدرج أصلا تجاهد لي إيصال طائرتها لداخل المدرج" و الدول الفاشلة "لا مدرج و لا طائرة"، وسبب مخاطرة القائمين بالجزائر بالقروض و الاستثمارات و امتيازات شبيهة بي بيع البلاد هو وصول الجزائر لنقطة لا رجوع الخاصة بهم فتجدهم يزيدون في السرعة ليتمكنُ حسبهم من الإقلاع، لا تقلي إذن الإقلاع أو التحطم لأن هذا الكلام يقال عندما تكون هناك طائرة على الأقل تحمل شكل طائرة و مدرج على الأقل يصلح للإقلاع، أما الجزائر ليس لها أجنحة و ليس لها حتى الذيل الذي يوجه الطائرة و ربانها معاق في كرسي متحرك ومن يمسك بالمقود مجموعة من اللصوص المنتهزين كل واحد يحركه من ناحيته، وما يروه مدرج اقلاع ما هو الا طريق رملية مليئة بالمطبات بسبب الفساد، أما ركابها يتفرجون وينتظرون الإقلاع أو مغيبين لا يعلمون خطورة الموقف، وحتى إن افترضنا  ارتفاع ثمن البترول ولم نضطر للاستدانة لا يمكن قبول هذا الوضع المجنون و الاستمرار فيه تحت مسمع و مرئ الكل، فنقطة لا رجوع خاصتهم هي نقطة رحيلهم من الحكم، ولا يخيفهم إلا الخارج وانتفاضة الشعب الحر لا الجوعان، أما ايصال البلاد للخراب وما يترتب عليه أخطر بكثير يعتبر أمر ثانوي لا يستدعي العجلة مادام مضخة حاسي مسعود لاتزال تشتغل والغرب فرحان بنا و كأنا هدفهم افراغ البئر ولا تقل ثم يذهبون قل ثم الغاز الصخري وبعدها سيجدون شيء آخر مادام الشعب ساكت و السنين تمر و الحمد لله على الشعب العملاق البطل الذي تركنا ننهب حتى الموت، اصبحنا لا ندري هل الموت مصيبة ام رحمة.


Écrire commentaire

Commentaires: 0