هل الديموقراطية كفر
 بمعنى الشعب "Démo"تعريف الديمقراطية: الديمقراطية كلمة يونانية الأصل تنقسم الى جزئين، الأول

وبالمعنى اليوناني الكلمة تعني سيادة أو حكم أو قيادة  "Cratie" والجزء الثاني

"démocratie" فتصبح الكلمة

معناها سيادة الشعب أو حكم الشعب أو قيادة الشعب


تعريف الكفر: كلمة مشتقة من "كافر" وهو وصف مختصر جاء في القرآن يطلق على كل من لا يؤمن بالله وكتابه والتشريعات التي جاءت فيه وملائكته ورسله ولا يؤمن بِيوم القيامة وبالبعث ولا يؤمن أن هناك حساب لكل أفعالنا والجنة والنار ، وهو الكتاب المنزّل على نبيه محمد من الله للعالمين وفيه تشريعاته لابن آدم أجمعين، وهو الكتاب الرئيسي في الإسلام بل يعتبر دستورهم ومنه يستنبطون قوانينهم التي تنضم وتسير أمورهم الخاصة أو أمور الدولة، يُعَظِّمُه المسلمون ويؤمنون بأنه كلام الله ولا يمكن الفوز بالآخرة إلا بتطبيق شرع الله في الحياة الدنيا والالتزام به كما جاء في هذا القرآن، وفيه شرط أساسي لا يمكن النجاح في مشروع هذا القرآن إلا بتطبيق برنامج رب العالمين دون نقصان في مواده أو تحريف في بنوده .ا

الديموقراطية كفر بهذه الكلمة التي يتحجج بها جميع من انقلب على الانتخابات واختيار الشعب ويدّعون بهتانا وكذبا أنها الكلمة التي قالها قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ والسبب الرئيسي للانقلاب وأدخلوا الجزائر في دوامة نهايتها لم تتضح بعد حتى الآن برغم أن محتشدات الصحراء وبإقرار من رأس الانقلاب أنها قد جهزت من قبل أن تكون هناك حتى هذه الانتخابات النية المبيته لهذا الشعب، والآن نعود ونسمعها تستعمل من جديد ضد المسلمين من طرف العلمانيين كمبرر، وكل مؤيدو الانقلاب العسكري يتحججون بهذه الكلمة وفقط ويرُدُّون أنها السبب الرئيسي لدعمهم لهاذا الانقلاب الدموي لتخوفهم من أن يتم إلغاء الصراع واللعبة الديمقراطية بحجة أنها كفر بإقصاء كل الأحزاب التي لا تعتمد دين الله وهذا إن تمكنت حسبهم الجبهة الإسلامية للوصول للحكم
والسؤال الآن ... هل هي نفس الكلمة التي قالها كذلك مرسي لانقلاب السيسي وجنوده ضده؟ وهل هي نفس الرغبة التي أرادها ثوار سوريا ما جعل بشار يتخوف وأدى لاستدعاء الغزو الروسي لمساعدته ضد هذه الكلمة المرعبة والرغبة الجامحة للإستلاء على الحكم؟ وهل الديمقراطية كفر والانقلاب حلال "ليست بكفر"؟ ونتفاضة الشعوب كفر وقتلهم حلال؟ أم أنا الطغاة أولياء دائما فيما بينهم؟
لاكن قبل هذا سنقوم بتحليل طريقة التفكير لكل واحد بكل عقلانية  ونستبعد أن ليس هدفهم وخطتهم بهذا  للإنقلاب التأييدي هو الاستلاء على الحكم ...  ومن حق كل واحد أن يستفسر ويتخوف من الآخر وكما يتخوف العلمانيون ويستفسرون ويحللون، المسلمون كذلك لهم الحق أن يتخوف من الآخر ويستفسر ويحلل ... لقد ولدتنا أمهاتنا كلنا أحرار وحتى وإن كنت تعتبر هذا الدين تخريف ولم تعتنقه لا يجب فرض قناعاتك فرضا بالدماء والقتل على الأخرين في اختيار دينهم وطريقة الإيمان به وتطبيقه، والعكس صحيح، وفي النهاية لا أنت ولا أنا ولا غيرنا بل الشعب كله من له الكلمة الفاصلة الأخير في اختيار من يريد والمنهج الذي يريد وهذا هو المبدأ الأساسي في الديمقراطية وهذا ليس بكفر بالمنظور الإسلامي لأنه كذلك هو المبدأ الرباني في دين الله بل هو من صميم هذا الدين وعقائده، ومنه على الكل احترام هذا المبدأ الذي تم الاتفاق عليه من الجميع وتسميته بالديمقراطية، ولو عُدنا كذلك لسنوات الطفرة الديمقراطية قبل الانقلاب نجد كذلك كل الأحزاب العلمانية آنذاك كانت تعلن بكفرها بالدين الإسلامي وحتى بالله صراحتا وليس فقط شريعته وأحكامه بل تصر على فصل الدولة عن هذا الدين في أقوالها وتجمعاتها وتطلعاتها وحتى في أفعالها وهذا بحد ذاته وكما يتم اعتبار من يقول الديمقراطية كفر أمر خطير يعتبر من يقول فصل الدولة عن الدين أمر مخيف وأكثر خطورة، وعليه بهاذا المفهوم إن فاز أي حزب  من هذه الأحزاب العلمانية أو غيرها التي لها هذه القناعة والإيديولوجية من حق الإسلاميين دعم أي انقلاب سيحدث ضدهم لكلا يتمكن هؤلاء الوصول للحكم ويتسببون كذلك في إلغاء الصراع الديمقراطي وإقصاء كل الأحزاب التي تعتمد دين الله  دستور في تسيير الدولة وهذا فعلا ما نشاهده الآن بل أن هذه الإيديولوجيات تمادت حتى الى إقصاء الأسماء الإسلامية للأحزاب! ولا يمكن إعتبار هذا إعتدال وغير تطرف من أين كان، فلذلك فإن التخوف متبادل وأكثر خطورة خاصتا وأن الأمر بالنسبة للمسلمين يتعلق بآخرتهم ودنياهم وليس فقط بدنياهم مثل العلمانيين
في دين المسلمين الكفر يعتبر أشنع من المحرم ... المحرم له رخصة إن كنت مضطر، أما الكفر فلا رخصة له، ومن هذا التبيان فإن من يقول إن الديمقراطية كفر لا يعقل أن يشارك فيها والجبهة الإسلامية فازت بنتخابات  تعتبر الوحيدة النزيهة حتى الآن بل في تاريخ الجزائر، ولذلك هذه الحجة ضعيفة  و مردودة عليهم.ا
ومن يشترط شروط في هذه الديمقراطية ويقول ويستشهد بحجة كمثال أن هتلر "النازي" جاء بانتخابات نزيهة من الشعب وهذا غير مقبول وغير معقول لأن نقبل هكذا رجل نازي، وهذا المنطق ينطبق علينا في الحالة الجزائرية، ولا يمكن قبول أن تكون كل السلطات لمن انتخبه الشعب ويفعل ما يريد ويشاء بمجرد أنه أنتخب من الشعب ويقرر مثلا إقامة دولة إسلامية وهنا كذلك السؤال هل إن فاز أي حزب فلنقل علماني أنه هنا له الحق بأن يفعل ما يشاء ويقرر مثلا فصل الدين عن الدولة وإنشاء دولة جاهلية وهل للإسلاميين الحق بمفهوم هذه الديمقراطية الجديد إن فاز هو أن يعمل ويعامل العلمانيين بالمثل؟ لا الدين ولا العقل والقوانين الأرضية تسمح بذلك لأنه  ما تعلمناه وقرأناه من منظري الديمقراطية وعرفناه عن الدول التي تطبق هذه الديمقراطية التي إن أردنا النجاح فيها أن نأخذها كما هي من الغرب التي نعترف جميعنا أنها أظهرت نجاح باهرا في تكريس الازدهار والرقي والتقدم المطلب الأساسي لكل الشعوب  أنه من يفوزون في الانتخابات هم من سيشرِِع القوانين ويمررونه برفع الأيادي بالأغلبية، وهم المنتخبين من سيشكل دستور البلاد وخاصتا إن وافق الشعب مرى أخرى على هذا الدستور بانتخابات نزيهة وشفافة بعد طرحه عليه، هنا كذلك الخلل يكمن في هؤلاء الإنقلابيون الذين يتلوّن كالحرباء ويختبؤون وراءالعلمانية تارتا والشرعيية الثورية تارتا أخرى والمهدي المخلص تارتا أخرى ... وعلينا جميعا التفطن لهذا خاصتا وأنه لا العلماني ولا الإسلامي من هو في الحكم بل هذا الإنقلابي ولم يقدم لمن أيدهم من رئساء أحزابهم وممثليهم سوى الفتات وإن لم نفعل سيكررون فعلتهم فينا بمجرد الشعور بتهديد زوالهم من أين كان وهم يورثون الإنقلاب فيما بينهم.ا

وما فإدة أن نُحكم بالعلمانية أو بالإسلام إذا مازلنا نستورد ما نأكل ونشرب مالا نعصر ونلبس مالا ننسج  ونعالج بمالم نخترع وحتى أننا نصلي ونرقص ونلعب ونفسق في مالم نبني ونشيد ونتسلح بسلاح أعدائنا لو لم يكن لنتقاتل به في ما بيننا ما قدموه لنا وأعزوه علينا!!؟

لا العلمانية ولا الإسلامية ولا الثورية ولا حتى الديمقراطية من هي كفر ...ا

الحقيقة أنه  لا يمكن الوثوق بالإنقلابيين ... رأس كل الآفات، وكيف تريدون أين كان الوثوق بهم وهم سبب ليس فقط التخلف بل كل الدماء التي سالت دون تمييز أحد ...ا

وما دام الإنقلاب لا يزال في رأس الحكم في البلاد سنبقى في صراع القوة بل سننزلق لصراع الدول والعالم والمؤامرات ولن ننتقل أبدا لصراع الأفكار والبرامج أين المنهزم لا يسفك دمه بل ينسحب ليهيء نفسه ويستعد للصراع القادم وهذا هو مغزى الديمقراطية إن إرتضيناها أن تكون الحاكم بيننا

2017/03/02


Écrire commentaire

Commentaires: 0